فلا زالت مراحمكم الجليّة مدركة للطّالبين بأضواء الألطاف العليّة ، عوالم الوجود كمرآة مجلوة ، ولغوامض أفانين العلوم ومعضلاتها كمصفاة مصحوّة.
وإنّكم لأنتم بمزيد فضلكم المؤمّلون لإمرار المخلص على حواشى الضمير المقدّس المستنير عند صالح الدعوات السانحات في مئنّة الاستجابة ومظنّة الإجابة. بسط الله ظلالكم وخلّد مجدكم وجلالكم. والسلام على جنابكم الأرفع الأبهى ، وعلى من يلوذ ببابكم الألمع الاسمي ، ويعكف بفنائكم الأوسع الأسنى ، ورحمة الله وبركاته أبدا وسرمدا ، مخلصكم الملتاع محمّد باقر الداماد الحسينى.
(دانشگاه تهران ، أمل الآمل ، ش ١٨٩ ، به ضميمه آن ؛ مجلس شوراى اسلامى ، مجموعه ، ش ٤٩٠٠ ؛ عكس آن در دانشگاه تهران ، ش ٥٥٣٩ ، وسلافة العصر از سيّد عليخان مدنى ، ص ٤٧٨).
(١٤)
نامه شاه عباس به شريف مكه ، به إنشاء ميرداماد
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستمدّ وإليه زلفى. أنشأها ، أدام الله ظلال مجده وهداه ، حسب الحكم الأشرف المطاع ، نفذه الله في الأقطاع والأرباع إلى شريف مكّة
بسم الله الرحمن الرحيم والاعتصام بالحكيم العليم
طلاع تهامة الحمد زواهر طول الله الّذي جعل البيت مثابة للنّاس يرتاده الرّائدون من نافر وشارد ، وسطاع هامّة المجد جواهر فضل الإله الّذي أحلّ الحطيم من الأرض محلّ الحدقة من الرأس ، يحتشد عليه الواردون من قاصد ومارد ، جلّ جنابه عن أن يكون شرعة لوارد أو يطّلع عليه إلّا واحد بعد واحد.
خليلىّ قطّاع الفيافى إلى الحمى |
|
كثير وإنّ الواصلين قليل |
تعالى العشق عن همم الرّجال |
|
وعن وصف التّفرّق والوصال |
إنّ أوّل بيت وضع للنّفوس المنهمكة في أودية غسق الطبيعة مرتدية بغواشى عالم الخلق إذا ما نضّت جلابيب ظلمات الهيولى مولّية وجوهها شطر مسجد حرام القدس للّذي ببكّة عالم الأمر من صديع نور العقل مباركا وهدى للعالمين ، وأجمل سمك رفع للأنفس المستمكة في طيبة شفق الشريعة متحدية بغواشى عوالم الفلق و