بحسب الانفصال جزء من هيولى الذّراع من حيث الصّورة الواحدة الاتّصاليّة.
فإذن ، انفصال الذّراع من حيث الصّورة الواحدة [٣٢ ب] الاتّصاليّة ليس انفصال هيولاه بما هي هيولى واحدة شخصيّة ، بل إنّما هو انفصالها بما هي حاملة لوحدته الاتّصاليّة الشّخصيّة ، الّتي هي له بالذّات ولها بالعرض.
فإذن ، مادّتا الجسمين منفصلتان بما هما مادّتاهما ، لا بما هما جزءان من الهيولى الشّخصيّة الّتي هي مادّة مجموع الجسمين ، أليس لا يعتبر بحسب ذلك فيهما اتصال ولا انفصال أصلا ، فلا محالة ، ليس يتصوّر في هويّتها الشّخصيّة انفصال بالذّات ، فهي بعينها منحفظة في مراتب الاتّصال والانفصال أبدا.
إيماض
(٢٤ ـ معانى الوحدة)
إنّ للوحدة معنيين : أحدهما : ما نفي الكثرة من لوازمه ، كالوحدة الاتّصاليّة ، فهي ، لا محالة ، معنى ما وجودىّ يلزمه سلب الكثرة فيه ؛ والآخر ما هو من لوازم نفى الكثرة ، بل عين سلب الكثرة. ومن هذا القسم : ما هي لازمة للهيولى بحسب هويّتها الشّخصيّة المستمرّة ذاتا وتشخّصا في الاتّصالات والانفصالات جميعا. فما أشبه وحدتها الشّخصيّة المبهمة في انحفاظها بالوحدة الوفقيّة العدديّة المحفوظة في مراتب الكثرة في الأضلاع والأقطار ، والقسم الأول لازم للصورة الجرميّة الشّخصيّة وعارض للهيولى الشّخصيّة بتوسّطها.
فالاتّصال ليس شيئا به يكون المتّصل متّصلا ، بل إنّما هو نفس متّصليّة الشّيء : إمّا متّصليّة المتّصل بنفس الذّات أو متّصليّة الذّات بالارتباط بالمتّصل بنفس الذّات.
كما القبليّة الزّمانيّة : إمّا قبليّة القبل الزّمانيّ بنفس الذّات أو قبليّة الشّيء بالارتباط بالقبل الزّمانيّ بنفس الذّات.
وما أشبه ذلك بالوجود ، فإنّه ليس أمرا به تكون الموجوديّة ، بل إنّه نفس الموجوديّة : إمّا موجوديّة الموجود بنفس الذّات أو موجوديّة الشّيء بالارتباط بالموجود بنفس الذّات ، وكذلك التّشخّص نفس متشخصيّة المتشخّص : إمّا بنفس الذّات أو بالارتباط بالمتشخّص بنفس الذّات. [٣٣ ظ].