إيماض
(٥ ـ العالم متناه)
وإذا كانت الأبعاد محدودة فالجهات محدودة ، فالعالم متناه ، فليس للعالم خارج خال، وإذا لم يكن خارج لم يكن شيء من خارج. فالبارى ، عزّ اسمه ، وجوده متعال عن المكان والزّمان وعن أن يكون في داخل أو خارج ، والرّوحانيّون المقرّبون من ملائكته أيضا كذلك.
إيماض
(٦ ـ حكم العالم والزّمان ...)
الجهات نهايات الامتدادات ، وإليها اتّجاه الحركات ، والعالم في نفسه لا علو له ولا سفل ، إنّما العلو والسّفل لما فيه من الأجرام بقياس بعضها إلى بعض. فالامتداد الإشاريّ من المركز إلى المحيط علو وسمك ويتحدّد بالمحيط ، ومن المحيط إلى المركز سفل وعمق ويتحدّد بالمركز. فإذا فرض أنّ شخصا ما عند السّطح المحيط بالكلّ لم يكن له أنّ يمدّ يده إلى الخارج ، لا لمصادم مقداريّ ، بل لانتفاء الجهة والبعد.
وكذلك الزّمان في نفسه ليس له مضىّ واستقبال ، وإنّما المضىّ والاستقبال لأجزائه بقياس بعضها إلى بعض ، ولمقارنات أجزائه كذلك. وجهة المضىّ إلى حيث قد تحقق امتداد الزّمان أزل زمانىّ ، وجهة الاستقبال أبد زمانىّ ، والأزليّة والسرمديّة في وعاء الدّهر طور آخر أعلى وأرفع.
وليس لمتوهّم أن يتوهّم : حدوث شيء قبل الزّمان أو امتدادا في أيس أو ليس مع عدمه ، بل قبل الزّمان عدم صريح لن يتصوّر أنّ يقع فيه انبساط وامتداد ويتميّز حدّ عن حدّ وحال عن حال أصلا. فمن أمانى [٣٨ ظ] الأوهام السّوداويّة إمكان واسطة في الوجود بين الباري ، عزّ اسمه ، وبين الحوادث الدّهريّة تحدث في الوعاء الّذي هو الدّهر قبلها.
تنبيه
(٧ ـ الطّبيعة والهيولى)