الجرمانيّة الموجودة لتناهي الامتداد ـ لست أعني تناهيا ما شخصيّا بهيئاته وتعيّناته ، فإنّ للمادّة بقوّتها الانفعاليّة مدخلا في ذلك ، فاختلاف التناهيات بحسب انفعالات المادّة ، بل أعني طبيعة مطلق الانبتات المساوق لانتفاء اللّانهاية ـ أو كانت هي عضة من العلّة الموجبة التامّة ، كمطلق الصّورة الموجودة بما هي الصّورة المرسلة وبما هي صورة ما للهيولى الموجودة [٤٥ ب] الشّخصيّة. فالعقل في ما يبدو بأوّل اللّحظ لم يكن ينقبض عن تسويغ هذه الأقسام ، ثمّ النّظر الفحصىّ قد أوجب إحقاقها جميعا في عالم التقرّر.
إيماض
(٢٩ ـ الصّورة وتقويم الهيولى)
فإذن ، الصّورة بما هي صورة ما مبدأ تقويم الهيولى أوّلا بما هي موجودة في جوهر ذاتها وبما هي متشخصة في الوجود جميعا ، ثمّ اقتضاء كونها ملاقية الذّات إيّاها على أن تكون هي في درجة التّشخّص قائمة الوجود فيها. والمرجع إلى أنّ الصّورة يلزمها بطباع نوعيّتها أن تصير بحسب التشخّص حالّة الذّات والوجود في الهيولى الشّخصيّة بعينها.
سياقة
(٣٠ ـ الصّورة وواهب الصّور بإذن ربّه)
وإذ بان أنّ الصّورة ليست السّبب ، ولا العلّة الفاعلة ؛ فهناك ، لا محالة ، شيء وراء الصّورة تتعلق به الهيولى لتفيض بتوسّطه عن المبدع الحقّ. لكن يستحيل أن يكمل فيضانها عنه بلا صورة أصلا ، بل إنّما يتمّ الأمر بهما جميعا ، ويمتنع بالضّرورة الفحصية أن يكون هو نفسا مدبّرة لجرم فضلا عن كونه جرما أو طبيعة ما جرمانيّة. فهو ليس إلّا جوهرا نوريّا من الأنوار القدسيّة والقادسات العقليّة ، وإن هو إلّا الّذي يهب الصّور بإذن ربّه.
تنصيص وتشبيه
(٣١ ـ الصّورة تتمّة العلّة)