إيماض
(٣٦ ـ الجواهر وسائط والأعراض)
الجسم يفتقر ، لا في تقرّره جسما ، بل في وجوده متشخّصا ، إلى الأين ، مثلا ، لا من حيث هو أين بعينه ، بل من حيث هو أين ما ؛ والأين ، بما هو أين ما ، إلى الجسم بما هو جسم ما ، وبما هو أين بعينه إليه بما هو جسم بعينه. فالجواهر بماهيّاتها المرسلات وسائط في وجود الأعراض بعد تقوّمها في حدّ أنفسها بالفعل.
ثمّ الأعراض من مقوّمات هويّات الجواهر الشّخصيّة ، وإن لم يكن طباع امتناع الحمل على الكثرة لها من تلقائها ، بل بحسب نحو الموجوديّة من تلقاء الجاعل.
فإذن ، الأعراض المشخّصة ليست صورا ، لكنّها مضاهية الصّور من بعض الوجوه ، وفي طائفة من الأحكام. فالصورة مقيمة المادّة في ذاتها وفي شخصيّتها ، والأعراض مقيمة الجسم لا في جسميّته ، بل في معروضيّته للتّشخّص. ومعقّب الصّورة مستبقى جوهر المادّة وشخصها جميعا بالصّورة ، ومعقّب الأيون مستبقي الجسم المتشخّص بالأين ، فالأين بما هو أين ما من اللوازم التّابعة لنفس جوهر الجسم ، لا مقيم الجسميّة أصلا ، فهناك مراوغة للمتشكّكين من باب إيهام العكس.
تنبيه
(٣٧ ـ الهيولى والصّورة كالمتضايفين)
أمر الهيولى والصّورة ، كأمر المتضائفين ، من حيث تكرّر التّعلّق من الجنبين ، لكنّ الصّورة أقدم ذاتا من الهيولى ، وإنّما التّعلّق المتكرّر بينهما بحسب التّشخّص فقط ، ولكلّ واحدة منهما بالأخرى نفسها لا بمتعلّقها ، وأنّ المتضايفين [٤٨ ظ] على خلاف ذلك كله.
إيماض
(٣٨ ـ تكامل الصّور بأحوال)
إنّما يستتبّ تعقيب الصّور بالمعقّب القدسيّ والحركة المستديرة المستمرّة الاتّصال ، وأحوال تتفق من خارج ، طبيعيّة قسريّة ، بها يتجدّد ما يجب من القدر والشّكل مثلا ، على ما قد سلف.