بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
والاستيفاق من العليم الحكيم
سبحانك ، اللّهمّ ، جلّ حمدك وعزّ مجدك ، يا ربّ العاقلات العالية والسّافلات البالية ؛ ويا قيّوم السّائرات الحائرة والثّابتات الدّائرة ، يا نور النّور ويا مدبّر الامور ، دبّرت بعلمك ونوّرت بفضلك ، يا مكوّن الكون ومشيّئ الشّيء ، كوّنت بحولك وشيّأت بطولك ، رفعت فحوت الحاويات الرّاسيات وخفضت فهوت الدّائرات الهاويات.
أنت جاعل النّور والظّلمات وفاعل الماهيّات والإنيّات ، الفيض شرعتك والجود طرقتك. أنت باسط الجود ومفيض الوجود ، البسط سنّتك والخير منّتك. أنت خالق كلّ شيء ، منك البدء والسّطوع وإليك العود والرّجوع ؛ أدركنى بجميل صنعك وبوّئنى فى منع صفعك.
وصلّ على أفضل وسائلى إليك ومنهل مسائلى لديك ، مبلّغ رسالاتك ومتمّم سفاراتك ، محمّد وأهل بيته الأطاهر والأطائب وحامّته الأفاخر ، مفاخر الأصلاب والتّرائب ، مواضع سرّك وتراجمة وحيك.
ربّ بدأت فتمّم ، يا واهب الحياة ، خلقت فاحد ، قضيت فاعف ، ملكت فأنعم.
< مقدمة >
وبعد ، فيقول أحوج المربوبين إلى ربّه الغنىّ ، محمّد بن محمّد ، الملقّب باقر داماد الحسينىّ ، ختم اللّه له بالحسنى : أخلاّء الخلّة النّورانيّة وأقرباء القرابة الرّوحانيّة ، إنّ هذا مشرع عقلانىّ ومرصد ربّانىّ ، فاز بهجة السّرّ بأنوار أرصادى العقليّة وراز نهجة الفكر بأطوار أدوارى الرّوعيّة. لم أشده فيه عن مرّ الحقّ بمستعذب الشّهرة ، ولم أشفه عن صرف فطرة الحكمة بخليط سوء الفكرة.
وإذ قد اصطفانى ربّى على الأتنان والأتراب من شركاء الصّناعة ورؤسائها فى الملّة الإسلاميّة والذّروة اليونانيّة بشرح الصّدر للإيمان ، واجتبانى منهم لاصطياد الحقّ بالبرهان ،