فصل [أوّل]
< كشف المفهومات والحقائق >
فيه تكشف طبائع هذه المفهومات ببروق وامضة وتحصل حقائق باهرة فيها
وعلوم غامضة. وإذا رأيتنى على حيدة عن مألوف ذهنك ، فكن بعقلك متضائلا لحمل أعبائه ، ولا تكن بوهمك متخائلا على الاستدارة حول دوران رحائه.
< في الفصل الأوّل ثمانية عشر عنوانا >
<١>إخاذة
إنّه إذا لوحظ تجوهر الحقيقة ، وكذا لا تجوهرها ، أو حمل الوجود ، أو جعل رابطة ، وكذا العدم ؛ تثبت كيفيّات ثلاث لنسب العقود حالّة على الوثاقة والضّعف هى الوجوب والإمكان والامتناع (٤٨). وهى عناصر وموادّ فى أنفسها وجهات بحسب التّعقّل وليست الجهات تنحصر فى الموادّ. فكلّ ما يتعقّل من الكيفيّات أو يدلّ عليها بلفظ جهة ، سواء كانت هى إحدى تلك أو غيرها ربما هى أعمّ أو أخصّ وقد يكون مباينا. والجهة بما هى جهة يلزمها أن تطابق المادّة. فالمادّة هى بحسب نفس الأمر. وإنّما الجهة بحسب إدراك العقل ، طابق الواقع أو خالفه ، ولا مادّة النّسب سوالب العقود بما هى نسب سلبيّة ، بل إنّما المادّة بحسب النّسب الإيجابيّة فحسب.