فصل [ثالث]
تذكر فيه خواصّ القيّوم الواجب بالذّات ـ جلّ ذكره ـ بحسب
ما يليق بطباع مفهوم الوجوب بالذّات فى إدراك العقل.
< في الفصل الثالث خمسة عشر عنوانا >
وهذا الفصل القدسىّ وإن كان نزر من حقّه أن يلظّ بذكره لسان الرّوع ، ويبذل فى سبيله مجهود العقل ويفدى ما يرام فيه بمهجة القريحة ، إلاّ أنّ للقول فيه معادا فى الشّطر الرّبوبىّ ـ إن شاء اللّه تعالى ـ فالآن نقتصر على أقلّ الذّكر.
<١>نياطة
لعلّ حقّ التّعبير عن جاعل الماهيّات وفاعل الإنيّات وصانع الحقائق ومفيض الوجودات وهو الأوّل الحقّ المتقرّر بنفسه أن يقال : الضّرورىّ المتقرّر بنفسه والواجب الوجود بذاته أو الضّرورىّ بالحقيقة والواجب الوجود بالذّات. ولا ينبغى أن يقتصر على الواجب الوجود بالذّات وإن كان التّقرّر والوجود هناك واحدا لا يزيد أحدهما على الآخر ، كما فى الطبائع الإمكانيّة ؛ إذ الوجود هناك عين الحقيقة ، والموجوديّة نفس التّقرّر ؛ لأنّ المفهومين بحسب ما هما قبلنا مختلفان ، فينبغى تقديس المبدأ عمّا يعترى كلاّ منهما بحسب الوقوع فى عالم الإمكان. ويشبه أنّ أحقّ ما يعبّر به عن ضرورة تقرّر الحقيقة بنفس الذّات فى الأسماء الحسنى هو القيّوم.