فصل [رابع]
فيه خواصّ الممكن بالذّات وعليه اختتام المسافة الخامسة
<في الفصل الرابع ثلاثة وخمسون عنوانا >
<١> مدخل
إنّما عروض الإمكان بالذّات للممكن عند لحاظ جوهر الماهيّة ، كالإنسان ، مثلا ، بما هو إنسان ، مع عزل النّظر عن اعتبار الفعليّة والبطلان والوجود والعدم ، وعن تحقّق العلّة الموجبة ولا تحقّقها. فللماهيّة بجوهرها الإمكان بالذّات ؛ ولها بحسب تحقّق العلّة الموجبة أو لا تحقّقها ومع اعتبار الفعليّة والوجود أو البطلان والعدم الوجوب بالغير أو الامتناع بالغير ؛ ولا يتصادم الإمكان الذّاتىّ وأحد ذينك الغيريّين فى التّحقّق.
بل إنّ الماهيّة ؛ كما لا تنسلخ عن الإمكان الذّاتىّ فى أىّ حال فرض من الأحوال. وذلك لها باستحقاق جوهر الذّات بالذّات ، إذ حقّ جوهر الماهيّة لا استحقاق شيء من الطّرفين بنفس الذّات ؛ فكذلك لا يمكن سلخ أحد ذينك المتواردين ، لا بخصوصه عنها بحسب نفس الأمر البتّة ؛ إذ حالها فى نفس الأمر إمّا وجوب الفعليّة والوجود بتحقّق السّبب الموجب أو امتناع ذلك. وهو المساوق لوجوب البطلان والعدم بلا تحقّقه ، لا باستحقاق جوهر الماهيّة ؛ فإنّ كلّ شيء من