ثمّ إنّ فى الحمل المتعارف قد يكون الموضوع فردا حقيقيّا للمحمول ، وهو ما يكون أخصّ بحسب الصّدق ، كالإنسان بالنّسبة إلى الحيوان ؛ وقد يكون فردا اعتباريّا ، وهو ما يكون أخصيّته بحسب نحو الاعتبار ، كمفهوم الموجود المطلق بالنّسبة إلى نفسه. وكذلك الممكن العامّ والمفهوم الكلّىّ وما ضاهاها. فتلطّف فى سرّك كى تتبصّر.
<٣> زيادة تبصرة
العموم قد يختلف بالمعنى فى الامور العامّة. فمن العموم : ما يكون بحسب الموضوعات الجزئيّة ، كالعموم الّذي لحيوان أعمّ به من الإنسان والأعمّ بحسبه ما هو أكثر تناولا. ومنه ما قد يكون بحسب الاعتبارات اللاّحقة ؛ كالعموم الّذي الحيوان أعمّ به من الحيوان وهو مأخوذ جنسا طبيعيّا. ومن الحيوان وهو مأخوذ نوعا ، ومن الحيوان وهو مأخوذ شخصا ؛ فإنّ طبيعة الحيوان فى حدّ نفسها أعمّ بالاعتبار من الحيوان المعتبر من حيث هو لا بشرط شيء ، وإنّها بعينها فرد هذا المفهوم المعتبر على ذلك النّحو وممّا يصدق هو عليه وإن كان هذا المفهوم بلحاظة هذا الاعتبار ليس فى نفسه إلاّ طبيعة الحيوان بما هى طبيعة الحيوان.
ألست إذا استقصيت النّظر وأوفيت حقّه وجدت كلّ مفهوم يحمل على نفسه الحمل الأوّلىّ الذّاتىّ ، إذ كان شيء لا يسلب عن نفسه أصلا.
ثمّ طائفة عن المفهومات تحمل على أنفسها الحمل العرضىّ الشّائع أيضا ، كالموجود المطلق والممكن العامّ والمفهوم والكلىّ والماهيّة لا بشرط شيء ونظائرها.
وطائفة لا تحمل على أنفسها ذلك الحمل ، بل إنّما الحمل الأوّل فقط ، كالجزئىّ واللاّمفهوم واللاّممكن واللاّموجود وعدم العدم وما أشبهها ، ولذلك اعتبر فى وحدات التّناقض وحدة نحو الحمل أيضا فوق الثّمان الذّائعات ، فلا يكون فى صدرك حرج ممّا لا يفقهون.