<مقدّمة>
< هذه الكوكبة مرآة لمعاشر المتعلّمين >
وينبغى ، أوّلا ، أن يعترف كافّة المتعلمين بما ألزم اللّه ـ سبحانه ـ لهذا الاسلوب النّقىّ اليمانىّ المروّق والنّمط النّضيج البرهانىّ المحقّق من الحقّ الثّابت على ذمم فطرهم العقليّة والعهد القارّ فى أعناق قرائحهم الرّوعيّة. فلنا : بفضل اللّه ورحمته فى سياقات صناعات العلوم ومسافات «العلم الأعلى» على الإطلاق عموما ، ولا سيّما فى «مسافتنا» هذه من علمنا الأعلى هذا ، خصوصا ، سياحات عقليّة وسباحات روعيّة وسلوكات قدسيّة وشهودات ملكوتيّة.
وإنّى مذ ثقفت انحياصات الفلاسفة فى هذه «المسافة» عن صراط الحقّ وتوغّلاتهم فى طريق الباطل وإحصافاتهم شراسيف دعاويهم برباطات شبهات داهية العوصاء وعصامات احتجاجات داهرة الدّماء واغتيالات تلفيقاتهم المعذوذبة ، عقول جمهور المقلّدة وأذهان عامّة المتعلّمة ؛ كنت أقول ، تأسيّا بقول سيّدى ومولاى ، سيّد المؤمنين ومولى المسلمين وأفضل الوصيّين ـ عليه أبلغ صلوات المصلّين :
«واللّه لإن بقيت لهم لأنفضنّهم نفض اللّحام الوذام التّربة. وأيم اللّه لأبقرنّ الباطل حتّى أخرج الحقّ من خاصرته» (١).
__________________
(١). الشريف الرضى : نهج البلاغة ، خ ٧٧.