فصل [ثان]
فيه يحقّق معنى الدّهر والسّرمد
ويبيّن متى الكائنات والمبدعات ، ويفرق بين الأشياء الزّمانيّة والحقائق
المرتفعة عن أفق الزّمان ، ويعلم كيفيّة انتساب الموجودات الزّمانيّة والموجودات
الغير الزّمانيّة إلى الزّمان وغير ذلك ممّا يرتبط بما ريم بالقصد شدّة الارتباط.
<فى الفصل الثانى تسعة عشر عنوانا >
<١>استصباح
ما أيسر لك ، إن كنت من أبناء الحدس ، أن يستقرّ فى سرّك أنّ الامتداد ـ إذ هو من أوصاف المقادير والكميّات المتّصلة لا غير ـ ليس يصحّ أن يوصف به التقرّر والبطلان والوجود والعدم بالذّات ، بل إنّما يصحّ ذلك بالعرض على أن يكون الممتدّ حقيقة هو الزّمان ، واتّصاف التّقرّر والوجود أو البطلان والعدم بالامتداد عبارة عن المقارنة لما هو الموصوف به حقيقة ، أعنى الزّمان.
فإذن ، وجود شيء من الوجودات لا يعقل فيه صلوح أن يحكم عليه بامتداد ما بخصوصه أو بالامتداد المطلق إلاّ بحسب المقارنة لزمان ما بعينه أو لمطلق الزّمان ، وكذلك الامتداد ، أى : كون الشّيء دفعيّا غير ممتدّ الحصول ، كما فى موافاة المتحرّك حدّا ما غير منقسم متعيّنا بالفرض فى سياقة الحركة ؛ فإنّ موصوفه بالذّات إنّما هو