فى الزّمان ، وهو متى الأشياء المتغيرّة الّتي يكون لها مبدأ ومنتهى ، ويكون مبدؤه غير منتهاه ، بل يكون متقضّيا ويكون دائما فى السّيلان وفى تقضّى حال وتجدّد حال. والثّاني : كون مع الزّمان ، ويسمّى الدّهر. وهذا الكون محيط بالزّمان ، وهو كون الفلك مع الزّمان ، والزّمان فى ذلك الكون ، لأنه ينشأ من حركة الفلك ، وهو نسبة الثّابت إلى المتغيّر ، إلاّ أنّ الوهم لا يمكنه إدراكه ؛ لأنّه رأى كلّ شيء فى زمان ورأى كلّ شيء يدخله كان ويكون ، والماضى والحاضر والمستقبل ورأى لكلّ شيء متى إمّا ماضيا أو حاضرا أو مستقبلا. والثّالث كون الثّابت مع الثّابت ويسمّى السّرمد ، وهو محيط بالدّهر».
وقال : «الشّيء الزّمانىّ يكون له أوّل وآخر ويكون أوّله غير آخره».
وقال : «الوهم يثبت لكل شيء متى ، ومحال أن يكون الزّمان نفسه متى ، والفلك لا يتغيّر فى ذاته والحركة حالة طارئة عليه».
وقال : «إنّ ما يكون فى الشيء يكون محاطا بذلك الشّيء ، وهو متغيّر بتغيّر ذلك الشّيء. فالشيء الّذي يكون فى الزّمان يتغيّر بتغيّر الزّمان ويلحقه جميع أعراض الزّمان ويتغيّر عليه أوقاته ، فيكون هذا الوقت الّذي يكون مثلا مبدأ كونه أو مبدأ فعله غير ذلك الوقت الّذي يكون آخره ؛ لأنّ زمانه يفوت ويلحق وما يكون مع الشّيء فلا يتغيّر بتغيّره ولا يتناوله أعراضه».
ثمّ قال : «الدّهر وعاء الزّمان ؛ لأنّه محاط به».
وقال فى طبيعيّات كتاب النّجاة : «ليس كلّ ما وجد مع الزّمان فهو فيه ؛ فإنّا موجودان مع البرّة الواحدة ولسنا فيها ، وعدّ كلّ ما يصحّ أن ينسب إلى الزّمان بالفيئيّة».
ثمّ قال : «فما هو خارج عن هذه الجملة فليس فى زمان ، بل إذا قوبل توهّمه مع الزّمان واعتبر له ثبات مطابق لثبات الزّمان وما فيه ، سمّيت تلك الإضافة وذلك الاعتبار دهرا له ، فيكون الدّهر محيطا بالزّمان».
وقال فى خطبته المسمّاة بالكلمة الإلهيّة : «الزّمان عنه ـ تعالى شأنه ـ فى الافق