فصل [ثالث]
فيه يتبيّن أمر الدّوام والبقاء والأزل والأبد والسّرمديّة
ويثبت وجود الحركة القطعيّة والزّمان الممتدّ فى الأعيان ، ويوضح استيجاب براهين امتناع اللانهاية بالفعل فى أبعاد المقادير المكانيّة فى استحالة تأدّى المقدار الزّمانىّ أيضا إلى لا نهاية بالفعل ، ويحقق معنى أنّ الزمان غير قارّ الذات ومعنى أنّ العدم منه ما هو أزليّ ومنه ما هو طار وغير ذلك ممّا يلتصق بالغرض أشدّ الالتصاق.
<فى الفصل الثالث أحد وأربعون عنوانا >
<١> إضاءة إيقاظيّة
أتفطنت بما نوّر فطنتك أنّ كلاّ من الدّوام واللاّدوام يقع على ما بحسب التقرّر الزّمانىّ وعلى ما بحسب التقرّر الغير الزّمانىّ بمعنيين مختلفين. فالدّوام الزّمانىّ ما بحسبه يمتدّ التقرّر ويستمرّ الوجود فى افق الزّمان بجميع أجزائه من أزله إلى أبده. ويقابله اللاّدوام الزّمانىّ من جهة التّخصّص بآن ما أو ببعض أجزاء الزّمان فقط. والدّوام الغير الزّمانىّ يتعالى عن ذلك. فهو ما بحسب التقرّر الصّرف والوجود المحض الّذي لا يعقل فيه امتداد واستمرار ولا لا امتداد ولا استمرار ، بل إنّه يكون محيطا بذلك كلّه ولا يكون إلاّ مقدّسا عن تصوّر سبق العدم عليه أو لحوقه إيّاه. وهو الدّوام السّرمديّ ويقابله اللاّدوام من جهة سبق العدم بحسب الواقع سبقا سرمديّا ،