للخارجىّ والذّهنىّ يتصوّر بما ليس بثابت ولا متصوّر أصلا ، فيصحّ الحكم عليه من حيث هو ذلك المتصوّر ولا يصحّ من حيث هو ليس بثابت. ولا يكون تناقضا ، لاختلاف الموضوعين.
ولا مانع من أن يكون شيء قسيما لشيء باعتبار وقسما منه باعتبار. مثلا ، إذا قلنا : الموجود إمّا ثابت فى الذّهن وإمّا غير ثابت فى الذّهن ، فاللّاموجود فى الذّهن قسيم للموجود من حيث إنّه مفهوم أضيف فيه كلمة «لا» إلى الموجود ، ومن حيث إنّه مفهوم قسيم من الثّابت فى الذّهن.
<١٤> ختام
مطابق الخارج فى الخارجيّة هو تقرّر الموضوع ونحو وجوده فى الأعيان ، وإنّه والمحمول فى الخارج (٢٢) شيء واحد بالذّات أو بالعرض ، سواء كان بتطابق الذّهن والخارج فى حاشيتى الاتّصاف ، كما فى الأوصاف العينيّة الّتي هى مبادى المحمولات ، أو بإلحاق مفهومات انتزاعيّة بموضوعات عينيّة تصلح بحسب خصوص الوجود فى الأعيان لذلك الإلحاق ، كما فى النّسب والإضافات المنتزعة من الوجودات العينيّة.
وفى الذّهنيّة تقرّر الموضوع ونحو وجوده فى ذهن ما ؛ وإنّه والمحمول فى نحو ما من الذّهن لا فى اللّحاظ التّحليلىّ شيء واحد بالذّات أو بالعرض وفى الحقيقة قوام ماهيّة الموضوع فى مطلق عالم التّقرّر ؛ وإنّه والمحمول فى مطلق نفس الأمر مع عزل النّظر عن خصوصيّات الظروف شيء واحد بالذّات أو بالعرض ، وإنّما التّكثير فى اللّحاظ التّحليلىّ.
وتكفى المغايرة بين المطابق والمطابق بالاعتبار ، ولا يلزم أن يكون الوجود فى نفس الأمر مغايرا بالذّات للوجود الذّهنىّ. على ما تعرف فى المسلف من القول. فالنّسبة الموجودة فى الذّهن ربما تكون مطابقة لنفسها من حيث هى