فصل خامس
<آراء أهل الحكمة والكلام وختم المسافة السّادسة >
يؤتى فيه بما هناك من الآراء المتشتّتة والأهواء المتشعّبة بقضّها وقضيضها ، سواء وقعت فى الفلسفة النّيّة الّتي ظنّتها ظنون المتفلسفين أو الطريقة الّتي خيّلتها أوهام فئة تلقّبت بالمتكلّمين ؛ ثمّ يجاء بأنواع المعيّة وأحكامها. فهنا لك تختم المسافة السّادسة بفضل اللّه وسماح طوله.
<فى الفصل الخامس اثنتى عشرة عنوانا >
<١>إخاذة
قد ذاع لدى الجماهير مغريا إلى الفلاسفة تخميس أقسام السّبق بالانتقال عن السّبق السّرمديّ بالدّهر لاحتباس الّذي يجب بحسبه أن يتخلّف السّابق عن المسبوق فى التّحقّق البتة فى السّبق بالزّمان وعن السّبق بالماهيّة لاحتباس السّبق العقلىّ بالذّات فى الّذي بالطبع والّذي بالعليّة.
ثمّ إنّ قرنا آخرين يتلقّبون بالمتكلّمين من أحداثهم يسدّسون الأقسام فيعزلون السّبق الزّمانىّ عن سبق أجزاء الزّمان ، بعضها على بعض مثلا ، ويجعلون ذلك السّبق نوعا سادسا ، هو وراء السّبق الزّمانىّ ووراء الأنواع الأربعة الباقية من الخمسة ، ويسمّونه السّبق بالذّات.