فصل [ثالث]
فى بعض ما بقى من أحكام الوجود وما بالحرىّ أن يذكر من أحوال العدم
< في الفصل الثالث ثلاثة وعشرون عنوانا >
<١> حكومة فيها إحكامات
فرق ما بين المحمولات العقليّة ومباديها الّتي هى الانتزاعيّات الذّهنيّة وبين ثوانى المعقولات. فالطبائع المصدريّة المحضة ولوازم الماهيّات والنّسب والإضافات المنتزعة من المحمولات العقليّة.
وأمّا المعقولات الثّانية أو الثّالثة ، فقد تلى عليك فى سالف القول ما شأنها وكيف أمرها. فالآن نعيد عليك على ضرب آخر ، موزون مستو ، إذ قد شوّشت الظّنون وهوّشت الأوهام (١) :
فمن النّاس : من يضع أنّها المعقولات فى الدّرجة الثّانية ، أى لا فى الدّرجة الأولى ، عارضة لما تعقل قبل ؛ ويثبث بالاستقراء ، وينقض تارة ويمنع التّامّ ، بل لزوم القبليّة رأسا أخرى.
ومن يتوهّم : أنّها العوارض الذّهنيّة للمعقولات من حيث هى معقولات على أن يكون الذّهن ظرفا للعروض ، والوجود الذّهنىّ بخصوصه قيدا يعتبر فى الموضوع ،
__________________
(١). أى : الظنون شوّشت أمر المعقولات الثانية ، والأوهام هويّتها. وما تلى عليك موزون مستو. منه مدّ ظله.