نعم من اصطلح على تخصيص العدم برفع الوجود عن الماهيّة إزاء لمتعلّق الجعل المؤلّف ـ أى : موجوديّة الماهيّة وجعل اللّيسيّة المطلقة والسّلب البسيط لرفع مرتبة التّقرّر إزاء لمتعلّق الجعل البسيط أى ؛ نفس الماهيّة ، وهو ممّن قد حصّل أنّ الليسيّة المطلقة ، أى : السّلب البسيط والعدم ، وهو رفع الوجود ، أى سلب الموجوديّة المساوقة للهيئة التّركيبيّة سلبان متساوقان غير ممكنى الانسلاخ عن لزوم المقارنة فى التّحقيق بحسب نفس الأمر ، لا بحسب اعتبار العقل على سبيل أنّ اللّيسيّة المطلقة هى المستتبعة لسلب الموجوديّة ـ فلا جناح عليه فى ما اصطلح.
<٨> تنبيه
هل أنت متذكر ما تحقّق لديك ، من أمر الوجود ، فاتّخذه أسوة للقول فى العدم وتعرّف أنّ العدم ، حيث إنّه سلب الوجود ، فحقيقته سلب صيرورة الماهيّة فى الأعيان أو فى الذّهن ، لا على أن تكون الصّيرورة ملحوظة بالذّات حتّى يكون العدم سلب الصّيرورة ، بل على أن لا يكون الملحوظ إلاّ نفس الماهيّة فى الأعيان أو فى الذّهن.
فإذن ، ليس حقيقة العدم إلاّ سلب الماهيّة ، بمعنى انتفائها فى نفسها فى الأعيان أو فى الذّهن ، ويحكم العقل بأنّه يتبع ليسيّة قوام الماهيّة وسلبيّة تقرّرها من جهة عدم جعل الجاعل نفسها جعلا بسيطا ، فإنّ الطّبيعة الإمكانيّة ليس لها (٣٤) بما هى طبيعة إمكانيّة التّقرّر واللاّتقرّر ، بل حدّ حقيقة الإمكان سلب صرف ساذج وليس بسيط مطلق ، لا فيه أو بحسبه الماهيّة ولا سلب الماهيّة ؛ ويتبع ذلك بحسب حكم العقل أن لا فيه أو بحسبه الوجود ولا سلب الوجود.
فما أشدّ بطلان طبيعة هى أفق القوّة الصّرفة السّاذجة الّتي لا تعقل بحسبها فعليّة الوجود ، ولا فعلية سلب الوجود ، ولا فعليّة الماهيّة ، ولا فعليّة لا فعليّة الماهيّة.
جلّ مجد من يحقّ مثل هذه الطبيعة الباطلة ويخرجها من ظلمات هذه القوّة المتراكمة الغسق إلى نور فعليّة الحقيقة وتجوهر الماهيّة وضوء شيئيّة الذّات وليسيّة الوجود.