أصحاب الفيل
في غابر الأيام أرسل أبو مكسوم أصحمة النجاشي ـ ملك الحبشة ـ قائدين من قوّاده يدعيان : أبرهة بن الصباح الأشرم الحبشي وأرياط على رأس جيش لفتح اليمن ، وكان حاكم اليمن يومئذ يدعى : أشحقاني ، وقيل : شميفع ، وبعد احتلالهما لليمن دبّ الخلاف والنزاع بينهما ، ممّا أدى إلى مقتل أرياط. فلما علم النجاشي بمقتله غضب لذلك ، وأقسم أن يثأر لأرياط من أبرهة ، ولكنّ أبرهة تمكن بدهائه وحكمته أن يسترضي الملك ويستميله إلى نفسه ، فولّاه حكومة اليمن.
كان أبرهة مسيحيّا ، فأمر ببناء كنيسة ضخمة في صنعاء ، وأمر الناس بالحج إليها.
في أحد الأيام قام رجل من بني مالك بن كنانة بالتغوّط في تلك الكنيسة ، فلما علم أبرهة بعمل الكناني صمّم على هدم الكعبة ؛ انتقاما لكنيسته ، وليجبر العرب على الحج إلى الكنيسة وإقامة شعائرهم فيها بدل الكعبة.
ولأجل تنفيذ انتقامه بالنسبة إلى الكعبة أرسل جماعة من المخرّبين إلى مكّة ليفسدوا فيها ، فأغاروا عليها ، وغنموا أموالا طائلة.
بعد تلك الغارة أمر عبد المطلب بن هاشم ـ جد النبي صلىاللهعليهوآله ـ أهل مكّة بترك مدينتهم والاختفاء في مغارات جبالها ؛ ليتخلّصوا من بطش جنود أبرهة.
قدم أبرهة إلى مكّة على رأس جيش وهو يمتطي فيلا ضخما يسير في مقدّمة العساكر ، وكان بين صفوفها عدد من الأفيال ؛ لارعاب العرب وتخويفهم.
__________________
قصص القرآن ، لمحمد أحمد جاد المولى ، ص ١٧٢ ـ ١٧٥ ؛ قصه هاى قرآن ، للصحفي ، ص ١٩٣ ـ ١٩٥ ؛ الكشاف ، ج ١ ، ص ١٤٧ وج ٢ ، ص ١٧٠ ـ ١٧٣ ؛ كشف الأسرار ، ج ١ ، ص ٢٢١ ـ ٢٢٤ وراجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٣٨ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٧ ، ص ٢٧٣٤ ؛ مجمع البحرين ، ج ٢ ، ص ٢٠٢ و ٢٠٣ ؛ مجمع البيان ، ج ١ ، ص ٢٦٤ ـ ٢٦٦ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٤ ، ص ٤١٥ ؛ معجم أعلام القرآن ، ص ٤٨ ـ ٥٠ ؛ معجم البلدان ، ج ١ ، ص ٢٩٢ ؛ معجم مفردات ألفاظ القرآن ، ص ٢٢٦ ؛ مواهب الجليل ، ص ١٣.