بحري بن عمرو
هو بحري ، وقيل : بحر بن عمرو اليهوديّ من بني القينقاع. أحد علماء وأحبار اليهود المعاصرين للنبي صلىاللهعليهوآله في بدء دعوته ، وكان من جملة الذين خاصموا النبيّ صلىاللهعليهوآله وعادوه وحسدوه وحرّضوا الناس عليه ، ووقفوا في وجهه بأموالهم وأنفسهم.
القرآن العظيم وبحري بن عمرو
كان المترجم له وجماعته يخالطون المسلمين وينصحونهم بقولهم : لا تنفقوا أموالكم في سبيل محمّد صلىاللهعليهوآله ، فانّا نخشى عليكم الفقر في ذهابها ، ولا تسارعوا في النفقة فانّكم لا تدرون علام تكون ، فأنزل الله فيه وفي جماعته من اليهود الآية ٣٧ من سورة النساء : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ ...) في أحد الأيّام جاء هو وجماعة من اليهود إلى النبي صلىاللهعليهوآله ، فأخذوا يناقشون النبي صلىاللهعليهوآله ويحاجّونه ، فأجابهم النبي صلىاللهعليهوآله بالدعوة إلى الله الواحد ، وحذّرهم غضبه ونقمته إن أصرّوا على كفرهم وعنادهم ، فقالوا : أتخوّفنا يا محمّد صلىاللهعليهوآله! ونحن أبناء الله وأحبّاؤه ، فنزلت في المترجم له وصحبه الآية ١٨ من سورة المائدة : (وَقالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصارى نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ....)
وجاء يوما إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله ومعه جماعة على شاكلته ، فقالوا : يا محمّد! أما تعلم مع الله إلها غيره؟ فأجابهم النبيّ صلىاللهعليهوآله : الله لا إله إلّا هو ، بذلك بعثت وإلى ذلك أدعو ، فنزلت فيهم الآية ١٩ من سورة الأنعام : (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ ....)(١)
__________________
(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٣٥٧ و ٤٠٣ ؛ البداية والنهاية ، ج ٣ ، ص ٢٣٥ ؛ تفسير الطبري ، ج ٥ ، ص ٥٥ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٧٦٥ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٢ ، ص ٣٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٦ ، ص ١٢٠ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ١٦٢ ؛ السيرة النبوية ، لابن هشام ، ج ٢ ، ص ١٦١ و ٢٠٨ و ٢١٢ و ٢١٧ و ٢١٩ ؛ المفصل فى تاريخ العرب ، ج ٦ ، ص ٣٤٦ ؛ نمونه بينات ، ص ٢٠٨.