العزّى
اسم عربي لصنم مشهور لدى عرب الجاهليّة كقريش وطي وخزاعة وغطفان ، وكانوا يسمّونه بأسماء أخر ، كعوذى وناتي وغيرها.
كانوا يعبدونه ويقدّسونه ويتبرّكون به ، ويسمّون أولادهم بعبد العزّى ، ويقسمون به ، ويزورونه ويحجّون إليه ، ويقيمون له المراسم والمناسك ، ويقدّمون له القرابين.
كانوا يعتقدون بأنّه مصدر لشفاء أمراضهم وحلّال لمشاكلهم.
اختلف المؤرّخون والمحقّقون في هيئته ، فمنهم من قال : إنّه كان على هيئة امرأة من حجر ، تمثّل بنتا من بنات الله ، وقال آخرون : كان على هيئة شجرة.
أوّل من عبده وألّهه كان ظالم بن أسعد ، وأوّل من بنى عليه بيتا وعيّن له سدنة وحرّاسا قبيلة غطفان ، فكان سدنته من بني شيبان بن جابر من بني سليم.
كان المعبد الذي يضمّه يقع في وادي نخلة الشامية ، فوق وادي العرق في شعب يدعى سقاما بوادي حراض بين مكّة والطائف ، واختاروا ذلك المكان لتواجده ؛ ليكون حرما له ، مقابل حرم الكعبة.
كان له عبدة مريدون خارج شبه جزيرة العرب كالشام والحيرة وغيرهما ، وكان بعض ملوك اللخميّين والمناذرة يؤلّهونه ويعبدونه ، وهناك من المؤرّخين من وحّد بينه وبين عشتار ملكة النار عند البابليّين.
ولم يزل يعبد من قبل جماهير غفيرة من العرب حتى جاء الدين الإسلامي الحنيف وأخذ يدعو إلى عبادة الله الواحد الأحد ، ويحارب كلّ معبود سواه ، ويقف في وجه
__________________
وجدي ، ج ٦ ، ص ٤١٧ ؛ الدر المنثور ، ج ٥ ، ص ١٧٢ ـ ١٧٤ ؛ سفينة البحار ، ج ٢ ، ص ٥٤٨ ؛ فرهنگ معين ، ج ٥ ، ص ١١٧٤ ؛ فرهنگ نفيسى ، ج ٤ ، ص ٢٣٤٧ ؛ الكشاف ، ج ٣ ، ص ٥٠٩ ؛ كشف الأسرار ، راجع فهرسته ؛ لسان العرب ، ج ١٣ ، ص ٥٣٧ ؛ لغت نامه دهخدا ، ج ٣٤ ، ص ٢٢٤ ؛ مجمع البيان ، ج ٨ ، ص ٥١٤ ؛ مستدرك سفينة البحار ، ج ٩ ، ص ٤٢٨ و ٤٣٣ ـ ٤٣٦ ؛ الموسوعة العربية الميسرة ، ص ١٢١١.