غورث بن الحارث
هو غورث ، وقيل : دعثور بن الحارث بن المحارب الغطفانيّ ، وقيل : المحاربيّ.
كان في الجاهليّة سيّد بني غطفان وأشجعهم ، وكان يعبد الأصنام. أسلم وصحب النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وجعل يدعو قومه إلى الإسلام.
القرآن الكريم وغورث بن الحارث
في السنة الثالثة من الهجرة خرج النبيّ صلىاللهعليهوآله في غزوة أنمار ، وعسكر على ماء يدعى «ذي أمر» فذهب صلىاللهعليهوآله لقضاء حاجته فأصابه مطر فبلّ ثوبيه ، فأجفّهما على شجرة ، فقالت غطفان للمترجم له : انفرد محمّد صلىاللهعليهوآله عن أصحابه وأنت لا تجده أخلى منه هذه الساعة ، فأخذ سيفا وانحدر إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو مضطجع ينتظر جفوف ثوبيه ، فوقف على رأس النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال : من يمنعك منّي يا محمّد؟ فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «الله عزوجل» فعند ذاك حضر جبرئيل ودفع المترجم له في صدره فوقع السيف من يده ، فأخذه النبيّ صلىاللهعليهوآله ، ثمّ قام على رأسه وقال : «من يمنعك منّي؟» قال : لا أحد ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «قم فاذهب لشأنك». فلمّا أراد أن ينصرف قال : والله لأنت خير منّي وأكرم ، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : «أنا أحقّ بذلك منك».
يقال : بعد أن وقع السيف من يده ووقف عليه النبيّ صلىاللهعليهوآله أسلم وقال الشهادتين.
ولمّا أتى قومه وبّخوه وقالوا : ما رأينا مثل ما صنعت ، وقفت على رأسه بالسيف ولم تقتله ، فذكر لهم ما جرى عليه ، ثمّ نزلت في حقّه الآية ١١ من سورة المائدة : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَ