القرآن المجيد وقيس بن صيفيّ
بعد أن توفّي أبوه وترك امرأته كبيشة بنت معن الأنصاريّة ادّعى المترجم له نكاحها وأخّرها وطوّل عليها ، فأخذ لا ينفق عليها ولا يدخل بها ولا يخلّي سبيلها ، فجاءت كبيشة إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وشكت أمرها إليه ، فقال لها النبيّ صلىاللهعليهوآله : «اقعدي في بيتك حتّى يأتي فيك أمر الله» فنزلت الآية ١٩ من سورة النساء : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ ما آتَيْتُمُوهُنَّ ....)
وجاءت كبيشة إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقالت : إنّ أبا قيس مات ، وإنّ ابنه قيسا من خيار الحيّ خطبني ، فقلت له : إنّي أعدّك ولدا ، ولكنّي آتي النبيّ صلىاللهعليهوآله استأمره ، فما رأيك يا رسول الله؟ فنزلت الآية ٢٢ من سورة النساء : (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ ....)(١)
قيس بن عاصم
هو أبو عليّ ، وقيل : أبو طلحة ، وقيل : أبو قبيصة قيس بن عاصم بن سنان بن خالد ابن منقر بن عبيد بن الحارث مقاعس بن عمرو بن كعب التميميّ ، السعديّ ، المنقريّ ، المعروف بسيّد أهل الوبر ، وأمّه أمّ أسفر ، وقيل : أمّ أصعر بنت خليفة.
صحابيّ ، ومن أمراء العرب وسادات قومه في الجاهليّة والإسلام ، عرف بالحلم
__________________
(١). أسباب النزول ، للسيوطي ـ هامش تفسير الجلالين ـ ، ص ٢١٩ ؛ أسباب النزول ، للواحدي ، ص ١٢٢ و ١٢٣ ؛ اسد الغابة ، ج ٤ ، ص ٢١٨ ؛ الاصابة ، ج ٣ ، ص ٢٥١ و ٢٥٢ ؛ تجريد أسماء الصحابة ، ج ٢ ، ص ٢١ ؛ تفسير الطبري ، ج ٤ ، ص ٢١٧ ؛ تفسير أبي الفتوح الرازي ، ج ١ ، ص ٧٤١ و ٧٤٢ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ١ ، ٤٦٦ و ٤٦٩ ؛ تفسير الميزان ، ج ٤ ، ص ٢٦٠ ؛ تنوير المقباس ، ص ٦٧ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ٥ ، ص ١٠٤ ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص ٣٤٥ ؛ الدر المنثور ، ج ٢ ، ص ١٣٤ ؛ كشف الأسرار ، ج ٢ ، ص ٤٥٧ و ٤٦٢ ؛ لسان العرب ، ج ٦ ، ص ٢٩٤ ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٣٩ و ٤٤ ؛ المحبر ، ص ٣٢٦ و ٣٢٧ ؛ نمونه بينات ، ١٨٨.