قومهم إلى ذلك ، فجاءوا إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وأسلموا على يديه ، فأخذ النبيّ صلىاللهعليهوآله يعلّمهم شرائع الإسلام ، ثمّ أمر الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام بأن يفقّههم في الدين.
القرآن المجيد ومصا وجماعته من الجنّ
لقد شملته الآيتان الآتيتان : الأحقاف ٢٩ (وَإِذْ صَرَفْنا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ ....)
الجنّ ١ (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ ....)(١)
مصعب بن عمير
هو أبو عبد الله ، وقيل : أبو محمّد مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ بن كلاب بن مرّة القرشيّ ، العبدريّ ، الداريّ ، وأمّه خناس بنت مالك بن المضرب ، وكان يعرف بمصعب الخير.
صحابيّ فاضل ، محارب شجاع.
كان من السابقين إلى الإسلام ، أسلم والنبيّ صلىاللهعليهوآله في دار الأرقم ، فكتم إسلامه خوفا من أمّه وقومه.
كان أبواه يحبّانه حبّا شديدا ، وكانت أمّه تكسوه أحسن الثياب ، وكان يرفل بالنعيم والثراء ، ولمّا أسلم قاطعه أهله ، وتكدّرت حاله ، وأخذ يعيش في عسر وضنك.
كان يتردّد على النبيّ صلىاللهعليهوآله سرّا ، فبصر به أحد المشركين وهو يصلّي فأخبر أمّه وأهله فحبسوه مدّة إلى أن هرب منهم ، فهاجر إلى الحبشة ، وبعد أن عاد من الحبشة إلى مكّة
__________________
(١). البرهان في تفسير القرآن ، ج ٤ ، ص ١٧٨ ؛ تفسير أبي الفتوح ، ج ٥ ، ص ٦٦ ؛ تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٢٩٩ و ٣٠٠ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ٤ ، ص ١٦٨ ؛ تفسير الماوردي ، ج ٥ ، ص ٢٨٦ ؛ الجامع لأحكام القرآن ، ج ١٦ ، ص ٢١٥ ؛ دراسات فنية في قصص القرآن ، ص ٧٠٠ ـ ٧١٠ ؛ الدر المنثور ، ج ٦ ، ص ٤٥ ؛ الكشاف ، ج ٤ ، ص ٣١١ و ٣١٢ ؛ كشف الأسرار ، ج ٩ ، ص ١٦٢ ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٣٢٧ ؛ معجم البلدان ، ج ١ ، ص ١٤٩ وج ٥ ، ص ٥٨ ؛ نمونه بينات ، ص ٧١٥ و ٨٣٥.