ابن سهل يرميه بالكذب ، وسمعت ابن عقدة يقول : «كتب إلى ابن وهب جزءين من غرائبه عن الثّورىّ فلم أعرف منهما إلا حديثين. كنت أتهمه».
وأما مكان ولادة ابن خالويه فهى فى بلاد فارس ، وربما كانت همذان المدينة ، أو أحدى القرى التابعة لها ، اعتمادا على ماورد فى نسبته إليها ، وربما لا يكون مولده فيها ، فيكون أصله منها ، إلّا أنّ المصادر تؤكّد قدومه إلى بغداد وذلك للتزود بالعلم سنة ٣١٤ ه ، كما سبق ولم تحدّد من أين قدم؟
رحلته فى طلب العلم :
دخل ابن خالويه بغداد كما أسلفت سنة ٣١٤ ه ، وبها حلّ ، وأخذ فى طلب العلم ، ولقى بها أشهر شيوخه ، ثم انتقل إلى الشّام مارا بالموصل وميّا فارقين ، ثم حمص ، واستقر بحلب فى كنف سيف الدّولة الذى صدّره وجعله من كبار شيوخ مجلسه وأوكل إليه تأديب أولاده. وزار دمشق وبيت المقدس.
وأقدّر أن يكون دخل حلب ما بين سنتى ٣٣٤ ـ ٣٣٦ ه (١) واستمرّ بحلب ، ألقى فيها عصا التّسيار ، وتديّرها ، فكانت موطنه ، بها قضى جلّ حياته ، ونشر فيها علمه ، تدريسا ، وتأليفا ، قال القاضى ابن خلكان (٢) ـ رحمهالله : «انتقل إلى الشّام واستوطن حلب ، وصار بها أحد أفراد الدّهر فى كلّ قسم من أقسام الأدب ، وكانت إليه الرّحلة».
نقل القفطىّ فى إنباه الرّواه عن ابن عدىّ قوله : «رأيته ببيت المقدس ...».
وذكر القفطىّ (٣) أيضا أنه دخل اليمن نقلا عن كتاب «الأترجّة» فى ذكر
__________________
(١) سأذكره مفصلا فى (فصل) تلاميذه إن شاء الله.
(٢) وفيات الأعيان : ٢ / ١٧٨.
(٣) إنباه الرواه : ١ / ٣٢٥.