و (مختصر الشّواذ) وما طبع من كتاب (ليس) وكتاب (الرّيح) و (الألفات) ... وغيرها.
ولعلّ الذى صرف أنظار الباحثين عنه يرجع إلى أسباب من أهمها :
ـ أنّه دوّن اسمه فى فهارس المخطوطات ، وعرّف به فى مؤلّفاته بكتاب (القراءات) ولا يعرف حقيقته وأنه فى تعليل قراءات السّبع والاحتجاج لها وإعرابها إلّا عدد قليل من الباحثين. وقد كتب عنوانه واضحا فى جزئه الثانى (إعراب القراءات السّبع وعللها). وجزؤه الثانى متّصل بجزئه الأول ، فهما فى مجلد واحد ولا يحمل جزؤه الأول عنوانا ، ولا شكّ أن أهميّة كتاب إعراب وتعليل يشتمل على فوائد لغويّة ونحويّة وطرائف أدبيّة تختلف عن أهميّة كتاب قراءات دون تعليل ، وفى كلّ خير.
ـ والأمر الثّانى : أنّ فى الكتاب خروما كثيرة فى مواضع مختلفة منه وهذا ماسأ وضّحه فى وصف النّسخة إن شاء الله ـ وهى نسخة فريدة حسب علمى الآن ، وهذه الخروم مجتمعة أقدّرها بما يقرب من ربع الكتاب ، وهذا أمر يجعل أىّ باحث يفكّر فى نشره يقدّم رجلا ويؤخّر أخرى.
وقد عرفت كتاب ابن خالويه منذ ما يزيد على عشر سنوات ، وكنت كلّما قرأته ووقفت على هذه الخروم لم أقدم رجلا ... إنّما أخرتهما معا ، وبقي الكتاب فى طيّ النّسيان برهة من الزّمن ، ثم شاءت إرادة الله أن أزور مكتبة مراد ملا بتركيا فى صيف عام ١٤٠٦ ه فطلبت الاطلاع على أصله ؛ لأننى قدّرت فى نفسى أن بعض هذه الخروم من خلل التّصوير ، لكن هذا التقدير لم يكن فى محلّه فهذه الخروم موجودة فى أصله ، وما قبل الكتاب وما بعده من الكتب فى المكتبة المذكورة لا علاقة له به ، وترقيم النّسخة قديم لكنّه بعد هذه الخروم.
وجرى الحديث فى شأن نشر الكتاب مع شيخنا الأستاذ محمود محمد شاكر ـ متّعه الله بالصّحة والعافية وأسبغ عليه نعمه ـ فشجّعنى على العمل فيه