الموضوع الثالث
«العسل»
(وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ. ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (١).
في هذه الآيات الكريمة المباركة يبيّن لنا الله سبحانه فوائد العسل ، وكونه مادة غذائية لها أهمية كبيرة للناس ، وأنّه شفاء لكثير من الأمراض ، وكلمة الناس عامة وشاملة ، لا تختص بعضو معين أو مرض معين ، ممّا يدلل بأنّ للعسل استعمالات واستطبابات كثيرة تنفع الانسان وتساهم في شفائه من الأمراض المختلفة.
ولعل ما تم اكتشافه من فوائد العسل حتى الآن هو جزء قليل قياسا عمّا سيكشف عنه في المستقبل ، لأنّ كلمة «شفاء» كما قلنا : كلمة عامة شاملة غير مقيدة بالنسبة لشفاء الانسان من الأمراض المعروفة والمكتشفة حاليا.
ولعل المستقبل يكشف لنا المزيد من هذه الفوائد والاستطبابات ، وخصوصا فيما يتعلق بتأثير العسل على الجهاز العصبي. وخير دليل على ذلك قول رسول الأنسانية (ص) : «عليكم بالشفائين : العسل والقرآن» وقوله (ص) : «الشفاء في ثلاثة : في شرطة محجم ، أو شربة عسل ، أو كية بنار ، وأنهى امتي عن الكي».
وقد قام العلماء والباحثون بمختلف قومياتهم وأجناسهم بإجراء البحوث والدراسة على العسل ، وتوصلوا إلى نتائج طبية تدعم ما ورد في الآية الكريمة (فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) وتؤيد معناها.
__________________
(١) سورة النحل : الآية ٦٨ ـ ٦٩.