الفصل الرابع
«علم الجراحة»
علم الجراحة : من العلوم الحديثة نسبيا ، وذو أهمية بالغة في حياة الانسان بعد أن أصبح كثير التنقل ، وما يتعرض له من حوادث يومية مختلفة من جراء كثرة المعامل ، واستخدام الآلة ، وزيادة الحركة والسفر بين المدن.
وأخذ علم الجراحة في عصرنا هذا يتقدم تقدما مطردا مع تقدم العلوم الاخرى ، حيث الأجهزة الحديثة والمعقدة ، وأنواع الأدوات الجراحية ـ من المقص إلى جهاز القلب ـ وصالات العمليات المجهزة بأحدث الوسائل ، كل ذلك لأنقاذ حياة الانسان من خطر الموت عند تعرضه لحوادث مختلفة ، نتيجة ممارساته العادية وعمله اليومي.
وتحدثت آيات قرآنية عديدة عن العلوم الجراحية سواء في ضرب الأمثال ، أو في سرد الحوادث والقصص التي حدثت في الماضي. فكانت موضع استفادة الانسان قديما وحديثا من هذا الضياء العلمي ، وذلك من خلال حياته الطبية والجراحية.
ولا تزال تلك الآيات شامخة وسط العلوم الطبية الحديثة ، لتقيم شاهدا على عظمة القرآن الكريم.
قال سبحانه وتعالى : (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ) (١).
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً) (٢).
__________________
(١) سورة الكهف : الآية ١٨.
(٢) سورة النساء : الآية ٥٦.