الموضوع الثاني
«قرحة النوم» أو «قرحة الفراش»
Bed Sore
(وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِداً وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ) (١)
بيّن القرآن الكريم في هذه الآية دستورا طبيا وجراحيا عاما ، يتضمن تقليب الانسان النائم على الفراش مرات عديدة يوميا ، كي لا يصاب بمرض أو (قرحة النوم) حسب ما يصطلح عليه طبيا.
فمن الثابت طبيا أنّ النائم على جهة واحدة فترة طويلة ، يكون عرضة للاصابة بقرحة النوم ، خصوصا إذا لم يكن الفراش صحيّا بسبب الضغط الحاصل على بعض اجزاء الجسم ، ولهذه القرحة مضاعفات عديدة قد تسبب موت الشخص المريض ، كما يعتبر تقليب المريض النائم ضرورة طبية أساسية في علم الجراحة الحديث ، ويتطلب الملاحظة والدقة والاستمرارية.
وفعل ذلك البارىء عزوجل مع أصحاب الكهف ليكونوا لنا مثلا نستفيده ، لأنهم كانوا في حالة نوم طويل ممّا يعرضهم للخطر ، لذلك أو عز الله سبحانه بتقليبهم ذات اليمين وذات الشمال كيلا يصابوا بقرحة النوم القاتلة نتيجة نومهم الطويل.
وتبين حديثا أنّ قرحة النوم تحصل نتيجة ضغط متصل ودائم على الجلد ، خصوصا في المناطق البارزة ، ممّا يسبب نقص التروية الدموية عن بعض مناطق الجلد ، نتيجة انضغاطها بين الأجزاء الصلبة من البدن ومكان النوم ، وتحصل غالبا في منطقة
__________________
(١) سورة الكهف : الآيتان ١٧ ـ ١٨.