حقا ، إنّ الاسلام دين النظافة ، دين الوقاية ، دين الصحة والحياة ، فقد تميّز على سائر الأديان الاخرى بتكالمه وشموليته.
غذّى بعطره كافة جوانب الحياة الانسانية ، وخصوصا الصحيّة منها ، وهذا ما نجده في الكثير من الآيات القرآنية الكريمة التي ترشد الانسان إلى أهمية البيئة والنظافة.
أمّا بالنسبة للرسول الأكرم (ص) وهو القرآن الناطق ، فقد كان له دور بارز ومتميز في هذا المضمار ، فلم يترك صغيرة وكبيرة لها علاقة بالصحة والنظافة إلّا وأشار اليها في أحاديثه العديدة ، وهدفه (ص) من ذلك هو خلق مجتمع إسلامي ، يمثل النموذج الحي لما أراده الاسلام من بني البشر.
وكانت أحاديثه (ص) علمية وجامعة أنارت الضوء ، ومهدت الطريق للمسلمين ، لكي يكونوا سادة الامم إن هم أخذوا ما فيها وطبقوها على واقعهم وحياتهم العامة والخاصة.
وكيف لا؟ وهي علوم إلهية تحاكي العلم والزمن وتسايرهما.
نظافة المدينة : من الأهداف الاسلامية الاولى هي بناء مجتمع عصري نظيف ، وإنسان متكامل ، من النواحي : النفسية ، والجسدية ، والمادية. فقد ركز القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة على هذه الناحية.
فأعطى القرآن الكريم البيئة أهميتها ومكانتها في عملية بناء المدن.
وكان الرسول (ص) يوصي المسلمين بضرورة الاهتمام بنظافة المدن وتخطيطها ، وخير مثال على ذلك : ما بناه المسلمون من مدن كثيرة في الأقطار الاسلامية ، حيث كانت تلك المدن جيدة من ناحية ، الموقع والمناخ ، وقريبة من مصادر المياه ، وإشرافها على الطرق الرئيسية المهمة.
أما الشجرة فلها موقعها وأهميتها في الاسلام ، فقد كان الرسول الأعظم (ص) ومن بعده الصحابة والأئمة الأطهار ، يوصون القادة بضرورة الحفاظ على الأشجار ورعايتها وعدم قلعها أو حرقها ، وبالخصوص الأشجار المثمرة.