أما الحيوان المنوي فهو ذو خلقة وتركيب مدهش وعجيب لا يتصوره الانسان العادي بسهولة ، ففي كل دفقة مني التي تتكون من (٣ ـ ٥ سم ٣) يحوي كل سم ٣ من ذلك الماء الدافق على (٦٠ ـ ٨٠) مليون حيوان منوي ، وطول هذا الحيوان (٦٥ ميكرون).
ويتألف من رأس كمثري الشكل وعنق وذيل طويل يبلغ (٤٥ ميكرون) يساعد الحيوان على الحركة أثناء عبوره الرحم والبوق ، وتقدر سرعتها (٢ ـ ٣ ملم) في الدقيقة.
وكذلك تقوم الخصية بإفراز الهرمونات الذكرية المسماة بالأندروجين (Androgens).
وفي المقابل يتحول الدم الجاري في مبيض المرأة إلى بويضات ، حيث يقدم كل مبيض بيضة في كل شهرين ، وذلك بالتبادل مع المبيض الآخر. ونتيجة لعملية التزاوج أو الألتحام الحاصل بين الحيمن والبيضة يتكون الأنسان بصورة تدريجية ، وفق موازين وشروط خاصة ، حتى يبلغ الشهر التاسع حيث تتم عملية الولادة وفق البرنامج الالهي المحسوب ، ويحصل ذلك كما يلي :
عند ما تدخل الحيوانات المنوية الرحم تتسابق كل منها لتلقيح البيضة ، والذي يتم عادة في الجزء الأخير من البوق ، ولا يسمح إلّا لحيوان واحد فقط لتلقيح تلك البيضة.
وهذه البيضة التي تتمتع بحيوية حياتية قابلة للانقسام والنمو بشكل منتظم ، مع الاحتفاظ بالصفات الخاصة للأب والام ، تبدأ بالتحرك داخل البوق ، وهي تنقسم وتتطور في حين تكون الرحم المتضخمة قد أكملت استعداداتها الخاصة لاستقبال واحتضان البيضة الملقحة ، لكي تكون في موضع أمين يزودها بالغذاء اللازم.
وتقدر الفترة التي تقضيها البيضة الملقحة خلال مسيرها من الثلث الأخير للبوق حتى جوف الرحم ب (٤ ـ ٥) أيام ، ومرحلة تحول النطفة إلى علقة (الدم الغليظ الجامد) تبدأ حين تباشر البيضة الملقحة بالانقسام إلى خليتين ثم أربع فثمان وهكذا ..