وخلاف ذلك فإنّه لو ترك الخيار للانسان لأساء التصرف ، وذلك بتفضيله أحد الجنسين على الآخر ، ممّا يؤدي إلى كارثة اجتماعية لا تحمد عقباها.
لكل ذلك فإنّ المشيئة الالهية هي التي تقرر جنس وصفات المخلوق الجديد : ذكرا أو انثى ، تاما أو ناقصا ، واحدا أو متعددا ، حسنا أو قبيحا. وهذا لطف كبير من ألطاف الله على البشرية جمعاء.
(إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ)
مدة الحمل الطبيعية هي (٢٧٠) يوما من بعد تلقيح البيضة ، مع وجود اختلاف بالزيادة أو النقصان عن تلك المدة. وحتى الآن لا يعرف بالضبط العوامل المحركة للولادة ، ولكن هناك فرضيات وعوامل (ميكانيكية) و (هرمونية) وجد أنها تلعب دورا خاصا في عملية إنهاء الحمل ، وشروع الولادة.
وهذه العوامل تخضع لقوانين وموازين ربانية ـ تقل وتزداد ـ وفق الارادة الالهية التي تراعى فيها مصلحة الام والطفل. وبعدها تبدأ عملية الولادة بتقلصات دورية للرحم حيث تكون في البداية خفيفة وبفواصل متباعدة ، ثم تقوى التقلصات وتقترب فواصلها ، فتزداد الآلام ويشتد المخاض حتى تحصل عملية الولادة ، حيث تقدم الام للمجتمع طفلا جديدا ينمو ويكبر خلال مراحل الطفولة حتى يبلغ أشده في مرحلة الشباب.
(وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً)
فخلال مراحل الشباب يموت البعض منهم ، ويبقى البعض الآخر ويعمر سنين طويلة ، ولكنه يفقد القابلية على التعلم وحفظ المعلومات ، لأنّ خلايا الدماغ أصابها التعب وفقدت الكثير من طاقتها وحيويتها ، لأسباب كثيرة أهمها : تكلس الشرايين التي تزود الدماغ بالدم ، ممّا يجعل الانسان يرتد إلى حالة الجهل أو ما يشابهها.