الموضوع الأول :
«الخوف»
(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (١).
تعريف : «الخوف» : تألم النفس من المكروه المنتظر والعقاب المتوقع ، بسبب احتمال فعل المنهيات وترك الطاعات. وفي ذلك قال الإمام الصادق (عليهالسلام) : «ألا إن المؤمن يعمل بين مخافتين ، بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه ، وبين أجل قد بقى لا يدري ما الله قاض فيه ، فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه ، ومن دنياه لآخرته».
وقد يعبّر عن الخوف : بالخشية ، أو الوجل ، أو الرهبة ، أو الهيبة. [والخوف يعتبر أحد مسببات أغلب الحالات العصبية ، وهو حالة انفعالية داخلية طبيعية يشعر بها الإنسان في بعض المواقف ، ويسلك فيها سلوكا يبعده عادة عن مصادر الضرر ، وهذا كله ينشأ عن استعداد فطري أوجده الخالق في الإنسان والحيوان. ويسمى (غريزة).
(ولا بدّ أن يكون الخالق قد أوجد هذا الاستعداد الغريزي لحكمة تتعلق بصالح الكائن الحي ، فالخوف هو الذي يدفعنا لحماية أنفسنا والمحافظة عليها. فالخوف أمر طبيعي معقول وضروري يؤدي إلى حماية الفرد مما يجوز أن يسبب له ضررا.
والخوف في ظرف أو وقت ما حالة طبيعية أو شاذة ، وحيث أنّ الشاذ هو ما يشذ عن المألوف أو يخرج عنه ، لأنّ الخوف الكثير المتكرر الوقوع لأية مناسبة يعتبر نشازا) (٢).
__________________
(١) سورة البقرة : الآية ١٥٥.
(٢) د. عبد العزيز القوصي (اسس الصحة النفسية).