للتطور التكنولوجي السريع ، وظهور الأحياء والمدن ذات الكثافة السكانية العالية ، جعلت من فكر الطفل ـ الذي لا يزال يعيش مرحلة النمو ويفتقر للقدرة التي تؤهله على تحمل المصاعب ـ فكرا مضطربا مشوشا بعض الأحيان ، لا ينظر إلى المستقبل إلّا بمنظار الشك والريبة والخوف للأزمة الناتجة من إضطراب دائم في السلوك والأفكار.
وهذه المضاعفات تشاهد بوضوح في الأحياء السكنية المكتظة بالسكان ، والمحرومة من الخدمات الصحية والبيئية والاجتماعية ، حيث يؤثر هذا المناخ على الطفل ويجعله يكتسب الكثير من العادات السيئة التي لها الأثر البالغ على مستقبله ومستقبل اسرته ، ويكون بسببها في حاجة ماسة إلى جهود متواصلة وحثيثة كي يتخلص من آثار ورواسب ذلك المجتمع وتلك البيئة الفاسدة. إضافة إلى أنّ النظم الاجتماعية السائدة في العالم تفتقر إلى تطبيق العدالة الاجتماعية ، مما أدى إلى نقص واضح لهذه الشريحة الغضة من المجتمع ، وما يعكسه هذا النقص من انعكاسات تركت أسوأ الآثار على سلوك ونفسية ذلك الطفل النامي ، ويمكن ملاحظة تلك المظاهر بأسوأ حالاتها داخل الطبقات الفقيرة المحرومة من هذه الرعاية.
٤ ـ العامل المالي : يدخل العامل المالي كأحد الأطراف المؤثرة في خلق وتبلور بعض العقد النفسية لدى الأطفال في مراحل نموهم ، حيث أنّ وجود المال الكافي عند العائلة يجعلها توفر الوسائل الكفيلة والمتطلبات الأساسية ، الأمر الذي يجعل من تربية الطفل تأخذ مسارها الصحيح ، لأنّ المال يعتبر عاملا مؤثرا ومساعدا على حل المشاكل التي قد تحدث للعائلة.
وبالعكس من ذلك فانّ الفقر يزيد الطين بللا ، ويضاعف المشاكل العائلية أكثر فأكثر من جراء عدم توفر المال الكافي لديهم.
٥ ـ العامل الغذائي : التغذية الجيدة والعلمية للام أثناء الحمل وبعده ، وللطفل أثناء نموه ، لها الأثر الكبير في فعالية الجسم وزيادة مقاومته للأمراض ، ممّا يجعله أقل عرضة للأمراض التي قد تصيبه ، وتؤدي في حينه إلى ضعف مقاومته البدنية