بجميع معاني الظلم إذا لم نبالغ.
ولنا أن نتصور الحالة النفسية والمعاناة اليومية والحياتية التي تحل علينا من جراء تسلط هذا الحاكم الظالم أو ذاك.
فعند ما يعيش الإنسان تحت ظل نظام تسلطي إرهابي غير قانوني وغير إسلامي ، لا بدّ وأن يكون عرضة لأي نوع من أنواع الاضطهاد ، والانتهاك ، والمضايقة السياسية ، أو الدينية ، أو الاقتصادية ، أو العنصرية. وحتى الأخلاقية. وغيرها مما لا تخطر على باله وفكره.
لأن ذلك الحاكم يتسلط على رقاب الناس بقوة السيف والمادة ، فلا قانون أو دين يردعه ، ولا عقل أو ضمير يمنعه من عمل ما يريد ، وإنما يعمل بما يمليه عليه فكره العنيف وعقله البليد ، لأنّ الناس في نظره ليسوا سوى عبيد يسيرهم وفق رغباته وشهواته وجنونه.
وفي هذه الحالة لا يبقى للفرد أية قيمة وهو يعيش في ظل كابوس الخوف والتناقض ، ويلازمه شبح الطاغوت في كل ساعة ويوم ، ولا يفارقه حتى في الأحلام أحيانا.
(١٠) الخوف من الحوادث اليومية والمجهول : يعيش اليوم الملايين من الناس حياة روتينية ، وليست لديهم مشاكل أو مضايقات يعانون منها ، إلّا أنّ طبيعة أعمالهم التي يمارسونها ، أو البيئة التي يعيشون فيها ، تجعلهم في حالة من الخوف المرتقب الذي قد يحل بهم في أي لحظة. كعمال الكهرباء والإطفاء والمجاري ، وعمال معامل السموم والمبيدات وعمال المناجم والطائرات ، وخبراء المتفجرات وشرطة مكافحة الإرهاب ، والحراس الليليين.
أو أحيانا الخوف من الحيوانات عند القرويين وغيرها.
وهنالك حالات عديدة ينتاب الانسان فيها نوع من القلق والخوف الذي لا مبرر له. وعند السؤال عن السبب ، تجد الجواب مجهولا وغامضا.