لاختلاف الأسماء ما بين الزيارتين(١) ، وهي إشارة إلى النقل غير المحقّق وأنّه كيف اختلف في الأسماء ما بين الشهداء والناجين من المعركة والاختلاف في العدد بين الزيارتين ، لقد جاء اسم عقبة بن سمعان باعتباره من شهداء الواقعة بما اشتملت عليه الزيارة الرجبية من أسماء ، والغريب تعليق الشيخ شمس الدين بترجيحه عدم مشاركة عقبة بن سمعان على الاطلاق (٢) ، وهذا الترجيح يخالف الواقع التاريخي ، فعقبة كان قد واكب جميع الأحداث إلى أن انتهت ، فهل كان متفرّجاً وسط هذه الأحداث على القول بعدم المشاركة؟ فإنّ عدم ذكره في الأحداث لا يدلّ على عدم مشاركته ، فكثير من الأسماء لم يعرف عنهم إلاّ أسماؤهم وهم متواجدون في الواقعة.
وبما أنّ منهج الطبري هو نقل الأخبار من جهات متعدّدة فقد ذكر خبرنجاته وإطلاق سراحه ما نصّه : «أخذ عمر بن سعد عقبة بن سمعان ـ وكان مولى للرباب بنت امرئ القيس الكلبية وهي أمّ سكينة بنت الحسين ـ فقال له : ما أنت؟ قال : أنا عبد مملوك ـ فخلّى سبيله فلم ينج منهم أحد غيره»(٣) ، ولكن يبدو للمتتبّع أنّ هناك مجموعة قد نجت من هذه المعركة وهم :
١ ـ الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليهماالسلام وقد نجا بأُعجوبة وبعناية إلهية.
٢ ـ الحسن بن الحسن بن عليّ وكان جريحاً وبرئ من جراحاته.
__________________
(١) انصار الحسين دراسة عن شهداء ثورة الحسين الرجال والدلالات : ١٣٨.
(٢) المصدر السابق : ١٥٦.
(٣) تاريخ الطبري ٥ / ٤٥٤.