المجيدين ، ذلك لما له من المكانة العلمية السامية في الأوساط المثقّفة والمنزلة العُظمى بين المجاهدين الذين أوجبوا على أنفسهم خدمة الدين والوطن والشعب.
وهذا الأثر الخالد وإن كان موضوعه نقل الأدعية الشريفة ، ولا سيّما الواردة منها عن الأئمّة الهدى (سلام الله عليهم) ، الموجودة في الكتب المعتبرة عند الشيعة الإمامية كمصباح المتهجّدين للشيخ رحمه الله ومهج الدعوات للسيّدابن طاوس رحمه الله ومفتاح الفلاح للشيخ البهائي رحمه الله والبلد الأمين للكفعمي رحمه الله ومختصر المصباح للسيّد ابن الباقي رحمه الله ، وأمثال هذه الكتب النفيسة المعتمدة ، ولكنّ شيخنا الأستاذ رحمه الله انتخبها على حسب رزقه وعلمه المتدفّق ، وجمعها على سليقة نفسه الفيّاضة في انتخاب الأدعية الفصيحة والأوراد الواردة عن العترة الطاهرة عليهمالسلام.
وكان قدسسره يمارسها في نوافل الليل ومظانّ مناجاة الأبرار ، ويراقب عليها في وظائف الليالي والأسحار ، فإنّ الأدعية المأثورة عن العترة الطاهرة (سلام الله عليهم) كافلة لتهذيب النّفوس وتربية العزائم والآمال ، كما أنّها تحدو الإنسان على سنن النجاح والفلاح ، فإنّهم (سلام الله عليهم) اكتسبوها من المبدأالأعلى وساحة فيضه المطلق ، بقوى نفوسهم الإلهية وأرواحهم القدسية التي لا تتسنّى لأحد من البشر سواهم بعد جدّهم خاتم الأنبياء صلوات الله عليه وآله وسلّم.
ورأى النسخة الأصلية شيخنا وأستاذنا العلاّمة البحّاثة الأكبر ، إمام أهل
__________________
(١) مظنّة الشيء موضعه. جمعه مظانّ.