٣٦
ق : طوى الله له الأرض وقبض المفاوز ، فلم يضع آدم قدمه في موضع إلّا صار عمرانا ، حتّى وصل إلى مكّة ، كان موضع قدميه قرية وخطوته مفازة.
٣٧
وعن عطاء وابن عباس رضياللهعنهم أنّ آدم لمّا أهبط كان يمسح رأسه السّماء. (ابن عبّاس : فمن ثمّ صلع وأورث ولده الصلع) (١) ، ومن طوله نفرت دوابّ الأرض ، فصارت وحشية من يومئذ ، ثم اتّفقا فخفضه الله عزوجل حتّى حطّ طوله إلى ستين ذراعا ، صحّ عن النبي صلىاللهعليهوسلم. فقال : يا ربّ كنت أسمع أصوات الملائكة يسبّحونك وأجد ريح الجنّة وطيبها وكنت آنس بذلك ، فقد ذهب ذاك عنّي. فأجابه الله سبحانه : يا آدم لمعصيتك فعلت بك ذلك. وأوحى الله إليه : إنّ لي حرما بجبال عرشي ، فانطلق فابن فيه بيتا تحفّ به كما رأيت الملائكة يحفّون بعرشي ، فهناك أستجيب لك ولولدك من كان منهم في طاعتي. فقال آدم : يا ربّ وكيف لي بذلك؟ فقيّض الله له ملكا فانطلق به نحو مكّة. وكان آدم إذا مرّ بروضة أو مكان يعجبه سأل (٢) الملك أن ينزل به حتّى أتى مكّة ، فصار كلّ مكان نزل به عمرانا ، وكلّ مكان تعدّاه مفازة. فبنى البيت من خمسة أجبل : من طور سينا وطور زيتا ولبنان والجودي وبني قواعده من حراء. ثم أراه الملك المناسك كلّها. ثم ذكر أيضا أن شيتا بنى الكعبة بالحجارة والطين ، وأنّه كانت هناك خيمة لآدم وضعها الله له من الجنّة لمّا اشتدّ جزعه على مفارقتها ، وأنّ تلك القبّة لم تزل في الكعبة حتّى رفعها الله سبحانه وتعالى حين أرسل الطوفان.
__________________
(١) من ل ـ
(٢) ل ن : فسأل.