على سائر المعجزات الّتى لم تنقل غالبا إلا من جهة الآحاد. ولعلّ ما لم ينقل منها كثير ، مع أنّ انتفاع غالب الناس بها من حيث الوضوح أكثر من القرآن لعدم شدّة ظهور الاعجاز فيه ، كظهوره عندهم في غيره ، وإن كان عند الكاملين بالعكس ومن جهة كونه أصلا لسائر الاحكام ، كالسنّة الّتى وقع في نقلها اختلالات لا تحصى واهتمام علماء الاعصار فى ضبطه وحراسته إنّما وقع بعد الصدر الاوّل الّذي وقع ما وقع فيها.
[كيفيّة جمع القرآن وزمانه]
وأمّا كونه مجموعا في زمانه صلىاللهعليهوآله فلم يثبت (١) ، قال السيّد نعمة الله
__________________
(١) اعلم أن جماعة من العلماء ذهبوا إلى جمع القرآن في عهد النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ ، وأن كثيرا منهم نصروا المؤلّف (قده) على جمعه بعده ـ صلىاللهعليهوآله ـ فمن الاول : السيد المرتضى ـ طاب ثراه ـ ، الذي قال في جواب المسائل الطرابلسيات كما في مجمع البيان ، ج ١ ، الفن الخامس ، ص ١٥ : «انّ القرآن كان على عهد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ مجموعا مؤلّفا على ما هو عليه الآن.» واستدلّ على ذلك بأن : «القرآن كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان ، حتى عين على جماعة من الصحابة فى حفظهم له وان كان يعرض على النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ ويتلى عليه ، وأن جماعة من الصحابة مثل : «عبد الله بن مسعود» و «أبي بن كعب» وغيرهما ختموا القرآن على النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ عدة ختمات ، وكل ذلك يدلّ بأدنى تأمل على أنه كان مجموعا مرتبا غير مبتور ولا مبثوث.»
وهكذا آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئى ـ متع الله المسلمين بطول بقائه ـ وقد أجاد الكلام فيه في تفسير البيان.
ومن الثاني زائدا على من ذكره (ره) من الخاصة والعامة ، أبو الحسن الشريف ـ رضوان الله تعالى عليه ـ ، قال في مرآة الانوار ، المقدمة الثانية ، ص ٥١ في جواب السيد المرتضى (ره) بعد ذكر كلامه المتقدم : «وجوابه أن القرآن مجموعا في عهد النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ على ما هو عليه الآن غير ثابت ، بل غير صريح. وكيف كان ـ