يقتضيه ، فثبت.
[كيفيّة نزول القرآن في ليلة القدر وتفصيله]
ثمّ لمّا كان القرآن تبيان كلّ شيء على نهج كلي إجماليّ مشتمل على تكليفيّات وتكوينيّات متعلّقة بموضوعات مستقلّة ، تفصل في ليلة القدر ، وتتولّد منها أحكام وقضايا معيّنة مشخّصة جزئيّة بالنسبة إلى ما كان عليه ، صحّ أنّه : «لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن» كما روي عن أبي عبد الله عليهالسلام (١) ؛ إذ لو لم ينزل تفصيله فيها وبقي على حاله الاجماليّ كان مرفوعا عن هذا العالم.
وربّما يشهد لما ذكرناه معنى ما رواه في الكافي عن الباقر عليهالسلام أنّه قال :
«قال الله عزوجل في ليلة القدر : (فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) يقول : ينزل فيها كلّ أمر حكيم ، والمحكم ليس بشيئين ، إنّما هو شيء واحد ، فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عزوجل ، ومن حكم بأمر فيه اختلاف فرأى أنّه مصيب ، فقد حكم بحكم الطاغوت. إنّه لينزل في ليلة القدر إلى وليّ الامر تفسير الامور سنة سنة ، يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا ، وفي أمر الناس بكذا وكذا ، وإنّه ليحدث لأولي الامر سوى ذلك كلّ يوم علم الله الخاصّ ، والمكنون العجيب المخزون ، مثل ما ينزل في
__________________
(١) رواه الكليني (ره) في الكافي ، ج ٤ ، باب في ليلة القدر من كتاب الصيام ، ص ١٥٨ ، ح ٧ عن داود بن فرقد ، عن يعقوب ، عنه ـ عليهالسلام ـ ؛ وأيضا الصدوق (ره) في الفقيه ، ج ٢ ، ص ١٠١ ، ح ٩ ، بهذا الاسناد ؛ ونقله الفيض (ره) في الصافي ، ج ١ ، المقدمة التاسعة ، ص ٤٢.