المقدّمة العاشرة
في نبذة ممّا جاء في تمثّل القرآن يوم القيامة وشفاعته
لأهله ومعاتبة السّورة لتاركها بعد تعلّمها ، وثواب حفظه
وتلاوته وسماعه واستماعه ، وفضيلتها ، وما يتعلّق بذلك
فعن الكليني باسناده عن سعد الخفّاف ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال :
«يا سعد ، تعلّموا القرآن ، فانّ القرآن يأتي يوم القيامة في أحسن صورة نظر إليها الخلق ، والناس صفوف ، عشرون ومائة ألف صفّ ، ثمانون [ألف] صفّ أمّة محمّد صلىاللهعليهوآله ، وأربعون ألف صفّ من سائر الامم ، فيأتي على صفّ المسلمين في صورة رجل فيسلّم (١) ، فينظرون إليه ، ثمّ يقولون : لا إله إلا الله الحليم الكريم ؛ إنّ هذا الرجل من المسلمين ، نعرفه بنعته وصفته ، غير أنّه كان أشدّ اجتهادا منّا في القرآن ، فمن هناك أعطي من البهاء والجمال والنور ما لم نعطه.
ثمّ يجاوز حتّى يأتي على صفّ الشهداء ، فينظر إليه الشهداء ثمّ يقولون : لا إله إلا الله الربّ الرحيم ؛ إنّ هذا الرجل من الشهداء ، نعرفه بسمته (٢) وصفته غير أنّه من شهداء البحر ، فمن هناك أعطي من البهاء والفضل ما لم نعطه.
قال : فيجاوز حتّى يأتي على صفّ شهداء البحر في صورة
__________________
(١) قال (ره) في حاشية المخطوطة : «الظاهر : مسلم».
(٢) «السمت» : الطريق ، ويستعمل لهيئة أهل الخير.