جبّار فعمل بغيره قصمه (١) الله ، ومن التمس الهدى في غيره أضلّه الله ؛ وهو حبل الله المتين ، وهو الذّكر الحكيم ، وهو الصّراط المستقيم لا تزيغه الأهوية ، ولا تلبسه الألسنة ، ولا ـ يخلق على الرد ، ولا ينقض (٢) عجائبه ، ولا يشبع منه العلماء. هو الّذي لم يلبث (٣) الجنّ إذ سمعه أن قالوا : (إِنَّا سَمِعْنا قُرْآناً عَجَباً* يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ)(٤) من قال به صدق ومن عمل به أجر ، ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم. هو الكتاب العزيز الّذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد» (٥).
وسيظهر لك بعض ما يتبيّن به كثير من هذه الفقرات ممّا لم يظهر بما سبق فيما يأتي ـ إن شاء الله تعالى ـ.
[في الوصيّة بالتّمسّك بأهل البيت عليهمالسلام ، وأنّهم الكتاب النّاطق]
وروى عليّ بن إبراهيم القمّيّ في تفسيره عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال في جملة كلام :
«ألا وإنّي سائلكم عن الثقلين!
قالوا : يا رسول الله صلىاللهعليهوآله! وما الثقلين (٦)؟
__________________
(١) «القصم» : انكسار الظهر بشدّة.
(٢) العيّاشيّ : «ينقضى».
(٣) في بعض نسخ العيّاشي : «لم تكنّه».
(٤) راجع سورة الجنّ ، آية ١ و ٢.
(٥) العيّاشيّ ، ج ١ ، ص ٣ ، ح ٢ ؛ والصافي ، ج ١ ، المقدّمة الاولى ، ص ٩ ، نقلا عنه ؛ وهكذا في البحار والبرهان.
(٦) القمّي : «الثقلان».