أصواتها ، وإيّاكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر! فانّه سيجيء من بعدي أقوام يرجّعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانيّة ، لا يجوز تراقيهم ، قلوبهم مقلوبة وقلوب من يعجبه شأنهم.» (١)
[استحباب التّرتيل في القرائة ومعنى التّرتيل]
ومنها : الترتيل ؛ قال سبحانه : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً.)
وعن الكافي بسنده عن عبد الله بن سليمان قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن ذلك ، قال :
«قال أمير المؤمنين : بيّنه تبيانا ، ولا تهذّه هذّ الشعر ، ولا تنثره نثر الرمل ، ولكن أقرعوا (٢) به قلوبكم القاسية ، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة.» (٣)
وروى الطبرسي قريبا من ألفاظه عنه عليهالسلام مرسلا (٤). لكنّ الموجود في
__________________
(١) الكافي ، ج ٢ ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ص ٦١٤ ، ح ٣ ؛ ورواه أيضا الطبرسي (ره) في مجمع البيان ، ج ١ ، المقدمة ، الفن السابع ، ص ١٦ ، عن حذيفة بن اليمان ، عنه ـ صلىاللهعليهوآله ـ ؛ والشيخ البهائي (قده) في كشكوله ، ج ٢ ، ص ١٦ ، مرسلا عن أبي عبد الله ـ عليهالسلام ـ ، عنه ـ صلىاللهعليهوآله ـ ؛ وهكذا في الوسائل ، ج ٤ ، باب ٢٤ من أبواب قراءة القرآن ، ص ٨٥٨ ، ح ١.
(٢) في بعض النسخ : «أفزعوا» أو «فزعوا».
(٣) الكافي ، ج ٢ ، باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن ، ص ٦١٤ ، ح ١ ؛ والصافي ، ج ١ ، المقدمة الحادية عشرة ، ص ٤٥ ؛ والوسائل ، ج ٤ ، باب ٢١ من أبواب قراءة القرآن ، ص ٨٥٦ ، ح ١. وقال الفيض (ره) في الصافي : «الهذّ : السرعة في القرائة ؛ أي : لا تسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر ، ولا تفرق كلماته بحيث لا تكاد تجتمع كذرّات الرمل ، والمراد به الاقتصاد بين السرعة المفرطة والبطوء المفرط.»
(٤) راجع مجمع البيان ، ج ٥ ، ص ٣٧٨.