[استحباب سؤال الجنّة والاستعاذة من النّار عند آيتيهما]
ومنها : سؤال الجنّة والاستعاذة من النار عند آيتيهما ، بل سؤال كلّ مسئلة عند آيتها ، والعافية من العذاب ؛ وقد مرّ جملة من الأخبار في ذلك.
وعن الكليني باسناده عن سماعة قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام :
«ينبغي لمن قرأ القرآن إذا مرّ بآية من القرآن فيها مسئلة أو تخويف أن يسأل [الله] عند ذلك خير ما يرجو أو يسأله العافية من النار ومن العذاب.» (١)
وعن الطبرسي عن الصّادق عليهالسلام في قوله تعالى : (الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ) ، (٢) قال :
«حقّ تلاوته هو : الوقوف عند ذكر الجنّة والنار ؛ يسأل في الاولى ، ويستعيذ من الاخرى.» (٣).
واعلم أنّ السؤال والاستجارة لفظيّان وقلبيّان ، ربّما يعبّر عنهما بالطلب والاستدفاع ، والرجاء والخوف ؛ وعلميان فعليّان بمعنى المعرفة بأنه في معرض حصول المرجوّ له ، ووقوع المخوف عليه ، مع العلم بوجودهما في الواقع ، وكونهما في يد المسؤول عنه ، والمستعاذ به يعذّب من يشاء بما يشاء كيف يشاء ، ويرحم من يشاء بما يشاء كيف يشاء ، مع تذكّر الانسان لمعرفته تفصيلا ، والاوّلان حكايتان عن الثانيين منبعثان عنهما ، وهما مسبّبان عن الاخيرتين. فاذا حصّل العلم والمعرفة في النفس
__________________
(١) الكافي ، ج ٣ ، باب البكاء والدعاء في الصلاة ، ص ٣٠١ ، ح ١ ؛ ورواه الشيخ (ره) في التهذيب ، ج ٢ ، باب كيفية الصلاة وصفتها و... من أبواب الزيادات ، ص ٢٨٦ ، ح ٣ ؛ وهكذا في الوسائل ، ج ٤ ، باب ٣ من أبواب قراءة القرآن ، ص ٨٢٨ ، ح ٢.
(٢) البقرة / ١٢١.
(٣) مجمع البيان ، ج ١ ، ص ١٩٨ ؛ والوسائل ، ج ٤ ، باب ٢٧ من أبواب قراءة القرآن ، ص ٨٦٣ ، ح ٧.