تنظر ما فيها.» (١)
[كلام عليّ ـ عليهالسلام ـ في صفة المتّقين وشرحه]
وفي نهج البلاغة عن أمير المؤمنين عليهالسلام في كلام طويل في صفة المتّقين :
«أمّا اللّيل ، فصافّون أقدامهم ، تالين لأجزاء القرآن يرتّلونه ترتيلا ، يحزنون به أنفسهم ، ويستثيرون به دواء دائهم. فاذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا ، وتطلعت نفوسهم إليها شوقا ، وظنّوا أنّها نصب أعينهم ؛ وإذا مرّوا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم ، وظنّوا أنّ زفير جهنّم وشهيقها في أصول آذانهم. فهم حانون على أوساطهم ، مفترشون لجباههم وأكفّهم وركبهم ، وأطراف أقدامهم ؛ يطلبون إلى الله سبحانه تعالى في فكاك رقابهم.» (٢)
وعن الصدوق في المجالس باسناده عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهمالسلام في جملة كلام في صفتهم هكذا :
«أما اللّيل ، فصافّون أقدامهم ، تالين لاجزاء القرآن يرتّلونه ترتيلا ، يحزنون به أنفسهم ، ويستثيرون به تهييج أحزانهم بكاء على ذنوبهم ، ووجع كلوم جراحهم. وإذا مرّوا
__________________
(١) الكافي ، ج ٢ ، باب في قراءته من كتاب فضل القرآن ، ص ٦٠٩ ، ح ٢ ؛ والوسائل ، ج ٤ ، باب ١٥ من أبواب قراءة القرآن ، ص ٨٤٩ ، ح ٢ ؛ وهكذا رواه ابن فهد الحلّي (رض) في عدّة الداعي (المخطوطة) ، الباب السادس ، ص ٢٥٥ ؛ ونقله المجلسي (ره) عنه في البحار ، ج ٩٢ ، باب آداب القرائة وأوقاتها ، ص ٢١٦ ، ح ٢٢.
(٢) نهج البلاغة ، خ ١٩٣ ، ص ٣٠٤ ؛ والبحار ، ج ٦٧ ، باب علامات المؤمن وصفاته ، ص ٣١٥ ، ح ٥٠ ؛ وهكذا رواه الحرّاني (ره) في تحف العقول ، ص ١٠٧.