لنفسه ضرّا ولا نفعا إلا ما شاء الله ، وأنّه ليس بفاعل شيئا الآن ولا غدا إلا أن يشاء الله ، كما روي في التوحيد عنه صلىاللهعليهوآله :
«إنّ الله تبارك وتعالى يقول : يابن آدم ، بمشيّتي كنت أنت الّذي تشاء لنفسك ما تشاء ، وبإرادتي كنت أنت الّذي تريد لنفسك ما تريد ، وبفضل نعمتي عليك قويت على معصيتي ، وبعصمتي وعوني وعافيتي أدّيت إليّ فرائضي ، فأنا أولى بحسناتك منك ، وأنت أولى بسيّئاتك منّي ، فالخير منّي إليك بما أوليت يدا ، والشرّ منّي إليك بما جنيت جزاء ، وباحساني إليك قويت على طاعتي ـ الحديث.» (١)
[في معنى التّسمية]
وربّما يؤيّد ما ذكر ويوافقه ما روي في التوحيد عن الرضا عليهالسلام بعد السؤال عن ترجمة البسملة ، أنّه قال :
معنى قول القائل «بسم الله» أي : أسم على نفسي سمة من سمات الله عزوجل ، وهي العبادة.
قال ـ الراوي ـ : فقلت له : ما السمة؟ قال : العلامة.» (٢)
__________________
(١) التوحيد ، باب المشية والارادة ، ص ٣٤٣ ، ح ١٣ عن معاذ بن جبل ، عنه ـ صلىاللهعليهوآله ـ ؛ وهكذا رواه القمي (رض) في تفسيره ، ج ٢ ، ص ٢١٠ ؛ عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه ـ عليهماالسلام ـ ، عنه ـ صلىاللهعليهوآله ـ ؛ والمجلسي (ره) في البحار ، ج ٥ ، باب القضاء والقدر ، ص ٩٣ و ٩٤ ، ح ١٣ و ١٤ ، عنه وعن التوحيد.
(٢) التوحيد ، باب معنى «بسم الله الرحمن الرحيم» ، ص ٢٢٩ ، ح ١ ، عن علي ابن الحسن بن على بن فضال ، عن أبيه ، عنه ـ عليهالسلام ـ ؛ وهكذا رواه (ره) في المعاني : باب في معنى بسم الله ، ص ٣ بهذا الاسناد ؛ ونقله الفيض (ره) في الصافي ، ج ١ ، ص ٥٠ ؛ والمجلسي (ره) في البحار ، باب فضائل سورة الفاتحة وتفسيرها ، ص ٢٣٠ ، ح ٩.