جهته التي إلى الحقّ ، وجهته في نفسه جهته إلى الخلق ، وباعتبارها أظهر أعيانها بصفاتها ، فشهدت لخالقها بأضدادها ، وهو مقام الربوبيّة الفعليّة الّتي تقتضي وجود المربوب. وليس الغرض من هذا البيان حصر حقائق الاسماء في الحروف الاربعة ، بل يشبه أن يكون هي أصول تلك الحقائق ، أو الاولى من كلّ نوع من الانواع ما عدا الالف ؛ إذ هو الاخير من مقام الغيب ، وقبله الالف المشار إليه بلام ألف لا وقبله النقطة ، ويشهد لكثرة الاسماء وتقدّم البهاء عليها دعاء السحر المعروف الوارد في شهر رمضان (١) حيث قدّم على الاسماء الكثيرة ، ومنها : الملك ، والنور المساوق للسناء في وجه.
هذا جملة ما خطر بالبال في ترجمة الجار والمجرور تركيبا وتحليلا ، والله العالم.
[بحوث حول لفظ الجلالة]
وأمّا «الله» ففي الرواية السابقة بطرقها :
«والله إله كلّ شيء» (٢).
وفي التوحيد عن الامام العسكري عليهالسلام ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّ رجلا قام إليه ، فقال :
«يا أمير المؤمنين ، أخبرني عن (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ما معناه؟
فقال : إنّ قولك «الله» أعظم اسم من أسماء الله عزوجل وهو الاسم الّذي لا ينبغي أن يسمّى به غير الله ، ولم يتسمّ به مخلوق.
فقال الرجل : فما تفسير قوله : «الله»؟
__________________
(١) هو دعاء أبي جعفر ـ عليهالسلام ـ ؛ قد نقله السيد الاجلّ عليّ بن طاووس ـ نوّر الله مضجعه ـ في الاقبال ، ص ٧٧ ، فراجع.
(٢) راجع المصادر المذكورة في تعليقة ١ و ٢ ص ٢٢٠.