وأن الاله معرّفا باللام ظاهر الاختصاص بالحقّ من وجوه من حيث استظهار الشأنيّة ، والصلاحيّة في جوهر الكلمة من حيث هو ، ومن حيث خصوصيّة ترك إضافته إلى عابد معين ، ومن حيث تحليته باللام.
فالاله هو الّذي يعبده بالاستحقاق جميع من سواه وتأكّد هذه الدلالة عند حذف الالف وقطع همزة التعريف بصيرورته ؛ كالمنسلخ عن الاضافة الخاصّة ، وانضمّ إليه كثرة الاستعمال ، وهجر غيره حتّى صار كالاعلام الشخصية في الاختصاص ، بل منها حقيقة بحسب ظاهر النظر في العرف.
وهذه حكومة بين المثبتين للاشتقاق والقائلين بالعلميّة والاسميّة ؛ إذ الوضع العرفي التاري على المعنى الاصلي علميّ وإن كان مطابقا للمعنى الاشتقاقي الاصلي من حيث المعنى ، لكنه صار بحيث لا يتبادر منه المعنى الوصفي بحسب العرف ، بل يتبادر إلى أذهانهم الذات من حيث هو ، أو كاد أن يصير كذلك. ومثاله لفظ «العلامة» و «المفيد» و «بحر العلوم» وغيرها من اجتماع الجهتين فيها ، وتمحّضها أوّلا للمعنى الوصفي.
ومن ذلك ظهر معنى تفسير الكلمة باله كلّ شيء ، وأنّه الاسم الّذي لا ينبغي أن يسمّى به غير الله ، ولم يتسمّ به مخلوق ؛ إذ معنى الاسم منحصر به سبحانه على ما فصّلنا.
[في حقيقة العبوديّة ، وأنّ كلمة الجلالة مستجمع لجميع الصّفات الكماليّة]
ثمّ إنّ التذلّل والخضوع الّذي هو معنى المادّة فيتحقّق تارة من حيث استحقاق العباد لذاته الخضوع لمعبوده لذاته وصفاته ، فيكون المعبود مستحقّا للخضوع له بذاته وصفاته ، والعبد مستحقّا للاتّصاف به لذاته ، وهذا حقيقة العبادة ؛ فاذا عرف ذاته بخواصّ الامكان ونقائصه ، وعرف الحقّ باستجماعه لجميع الصفات