«فويل لمن هوى في النار.» (١)
وهذان غايتان لهوان العبد على الله سبحانه ، وثمرتان له ، فانّ من هان عليه هنا ترتّب عليه ورود أهوال الآخرة خصوصا هول جهنّم ، وأدّاه الهوان على الله إلى دخول الهاوية والهويّ في النار. فالهوان هو الاصل ، وهي آثاره ونتائجه ، كما أنّ الجنّة أثر كرامة العبد على الله ورضوان الله سبحانه.
وحينئذ فنقول : ظهور معنى المعبود الّذي هو معنى كلمة الجلالة بجعل حقيقة الدين الّتي هي الولاية كما أشرنا إليه ، والنعيم الحقيقي ، وإلزام العباد بقبوله فيترتّب على قبوله جميع الخيرات الحقيقيّه الّتي هي نتائج ذلك النعيم الحقيقي ، وجعل الهوان والهلاك والعذاب على من أبى عن قبول الدين. فهذه أمور ثلاثة وإن كانت بحسب الاعتبار الاوّل أربعة : جعل الدين ، وإلزام العباد على قبوله ، وما يترتّب على القبول ، وما يترتّب على إبائه وإنكاره ؛ لكنّ الثالث لمّا كان من آثار الدين الّذي هو الامر الاوّل صحّ تثليثها ، وهي مترتّبة بحسب الواقع كترتّب الحروف الثلاثة الدالّة عليه ، وهو ظاهر بملاحظة ما مرّ وحينئذ فيوافق معنى المادّة أعني الحروف الكلمة معنى وتركيبا ، فلا تغفل.
[بحوث حول كلمتي الرّحمن والرّحيم]
وأمّا الرحمن الرحيم ، ففي رواية التوحيد المتقدّمة صدرها :
«الرحمن الّذي يرحم ببسط الرزق علينا ، الرحيم بنا في أدياننا
__________________
ـ عن أبي الجارود زياد بن المنذر ، عن أبي جعفر ـ عليهالسلام ـ وهكذا في البحار ، ج ٢ باب غرائب العلوم من تفسير أبجد وحروف المعجم.
(١) نفس المصادر ، عن الاصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ عن رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ.