وعن القمّي ، عن الصادق عليهالسلام أنّها :
«أحقّ ما يجهر به ، وهي الآية الّتي قال الله عزوجل : (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أَدْبارِهِمْ نُفُوراً.)» (١)
[في بيان علّة رجحان الاجهار بالبسملة في الصّلاة وأنّها أعظم آية من كتاب الله]
ولعلّ الوجه في رجحان الاجهار به كما في غيره من الاخبار أيضا هو أنّ الاجهار نوع من الاظهار ، وإظهار التحقّق بمقام البسملة في عالم الملك الانساني والكبير موجب لظهور فيوضاتها وبركاتها ودفع الشياطين فيما ظهرت فيها. وفي كونه ذكرا للربّ وحده واشتمال مدلولها على كثير من معاني التوحيد ، كما يظهر ممّا أسلفناه ، وفي تنفّرهم عنه وتولّيهم على أدبارهم نفرتهم عن التوحيد ، وإعراضهم عن هذه الاسماء ، والتحقّق بها ، والتخلّق بموجبها ، وعمّن كان شأنه وصفته ذلك ، كما أنّه يبعد بسبب قرائتها على وجه الحقيقة أشباههم الداخليّة في عالم القلب الانساني.
والعيّاشي [ره] عنه عليهالسلام قال :
«ما لهم قاتلهم الله عمدوا إلى أعظم آية في كتاب الله ، فزعموا أنّها بدعة إذا أظهروها.» (٢)
__________________
(١) الآية : الاسراء / ٤٦ ؛ والحديث في القمّي ، ج ١ ، ص ٢٨ عن ابن اذينة ، عنه ـ عليهالسلام ـ ؛ والصافي ، ج ١ ، ص ٥٢ ؛ ونور الثقلين ، ج ٣ ، ص ١٧٣ ؛ وهكذا روى العياشي (رض) في تفسيره ، ج ٢ ، ص ٢٩٥ ، ح ٨٦ ، عن زرارة ، عن أحدهما ـ عليهماالسلام ـ مثله.
(٢) العياشي ، ج ١ ، ص ٢١ ، ح ١٦ ، عن خالد بن مختار ، عنه ـ عليهالسلام ـ ؛ والصافي ، ج ١ ، ص ٥٢ ؛ والبحار ، ج ٩٢ ، باب فضائل سورة الفاتحة وتفسيرها ، ص ٢٣٨ ، ح ٣٩.